مقدمة التحقيق
مقدمة التحقيق
  
  الحمد لله على كل نعمة، ونشكره على كل حسنة، ونستغفره من كل ذنب، ونتوب إليه من كل خطيئة، له الحمد الدائم، والشكر اللازم.
  وصلى الله وسلم على سيد الأنام، ومصباح الظلام، وبدر التمام، محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
  أما بعد: من نعم الله العظمى علينا، ومننه الكبرى المسداة إلينا، أن عرفنا بأهل بيت نبيه ÷، أدلة الحق والدعاة إليه.
  ففي كل زمان منهم مَن يدعو إلى الحق ويدل عليه، من إمام سابق، أو مقتصد لاحق، فكتب التواريخ والسير موشحة بذكرهم، ومطرزة بأسمائهم، ومشحونة بأخبارهم، وموشية بآثارهم، فصفحات التاريخ بهم مشرقة، وأنوار الحق بهم مضيئة، وظلال العدل على العباد بحميد سعيهم ممدود، ولواء الحق خافق مشدود، والباطل مدحور مردود.
  وبين يديك - أيها القارئ الكريم - سيرة من أنقى السير وأتقاها، وأبرها وأوفاها، ابتهجت الدنيا بمآثر مولاها، وتزينت الأيام والليالي بمفاخر مَن مؤلفُها له أنشاها، فهي تسلسل لنا حياةً كان بها حياة الدين، وتشرح أخباراً انشرحت بها صدور المؤمنين، وتحكي مواقف عزٍّ اعتز بها المسلمون، وأذلت رقاب الطغاة والظالمين، بها قامت قناة الحق واعتدلت، ورفعت راية الصدق واعتلت، وانتعش العدل والإنصاف، ومات الجور والاعتساف.