السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[إقامة الإمام بحلملم وما وقع من الأحداث]

صفحة 476 - الجزء 1

[إقامة الإمام بحلملم وما وقع من الأحداث]

  فلما وصل الإمام إلى حلملم وأقام بها أياماً، أتاه أهل حجة وأهل ميتك وأهل حورة وبنو شاور كل منهم داخل في رضاه وطاعته، وسأله أهل حجة القود لحرب مبين ونصرتهم، واسترجاع الموضع الذي بأيدي بني الأزرق ورده إلى أهله بني بطين، وقد كان أبو الفضل ابن الأزرق أظهر الخلاف، وأمر الأمير يحيى بن أحمد بن سليمان والعابد العطيف، ووقع الحرب للإمام #، وقد تقدم ذلك، وقتل أبو الفضل بالذنائب⁣(⁣١) موافقاً لهلاك الأمير يحيى بن أحمد.

  وقيل: إنه كان في يوم واحد أو أيام متقاربة، وذلك أنه تقدم إلى العابد في أمر البلاد، والحيلة في قود الغز إليها وتمكينهم منها، وأمر بنو الزيدي وأسعد بن حاتم إلى العابد فبذلوا أموالاً جليلة في قتل ابن الأزرق فساعدهم إلى ذلك، وأتوه بالرهائن فسلموها، ومكنهم منه في منزله فقتلوه، وأراح الله من شره، وحاق به مكره، وكان ذلك من جملة ألطاف الله تعالى ونصره لوليه.

  ثم وصل علي بن حجاج إلى حلملم ودخل في الطاعة وذكر أن له حقّاً يطلبه في جبل مبين، فسوغه الإمام في طلب الحق، وجعل ذلك للوصول إلى حجة، ويأتي بما معه من بينة بين يدي قاضي الشرع المنصوب من قبله.

  وأمر الشريف إبراهيم بن يحيى بن الحسين بن حمزة إلى ولد ابن الأزرق وبني عمه بني برام، فكتب إليهم كتاباً إعذاراً إليهم وإنذاراً، وأنه ما يعذرهم من


(١) الذنائب: بلدة في أسفل جبل ملحان، في الناحية الشمالية من المهجم، بالقرب منها.