السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[تمام قصة هلدري وخلاف وردسار على إسماعيل]

صفحة 635 - الجزء 1

[تمام قصة هلدري وخلاف وردسار على إسماعيل]

  رجع الحديث إلى تمام قصة هلدري وما اتصل بذلك من خلاف وردسار على إسماعيل ووصوله إلى الإمام # ومخرجه إلى نجران، وما يتلو ذلك من قتل جند إسماعيل ببلاد قدم، وخلاف سنقر⁣(⁣١) المعري عليه.

  أقام هلدري بالذنائب مدة طويلة والإمام يكاتبه ويعرض له بالوصول فلم يرد أن يخلي نفسه من اسم الطاعة، وقد وقع في نفسه ما مناه به طاشتكين من تمليكه اليمن، فبقي على ذلك ينتظره حتى صح له مراحه.

  وجاءت كتب الأمير وردسار متتالية إلى الإمام # تذكر خروجه من عدن خائفاً على نفسه، ومعه بعض مماليكه ومن انضاف إليه بعد ذلك من الغز، وأنه ما سلم إلا بنية قصده إليه والجهاد بين يديه، وسأل المبادرة ممن يصل إليه، وقد صار إلى نهج بلاد بكيل ومغارب ذمار.

  فكتب الإمام إلى الشيخ فخر الدين مرحب بن سليمان السهلي إلى حصن ثلا يأمره بالتقدم إليه والمبادرة بذلك، فقابل الأمر بالطاعة، ونهض في جماعة من بني عمه، والديوان الذين تحت يده، فلما صار في جبل حضور جاءه الخبر بأن شهاباً قد حط في عسكر كثير في جب ألهان⁣(⁣٢)، وقد كان استدعاه أهل تلك المغارب


(١) الأمير سنقر يلقب الأتابك سيف الدين، كان من كبار القادة الأيوبين، كان مع طغتكين بن أيوب، فلما توفي هرب من ولده المعز في حصون حجة، إلى أن قتل، ثم تولى الناصر بن طغتكين، فكان سنقر هو وزيره القائم بأمور دولته لصغر سنه، وتولى قيادة الجيوش الغاشمة الأيوبية لحرب الإمام # مرات عديدة، وتوفي سنة (٦٠٨) ه.

(٢) الهان: مخلاف آنس، واسع الأعمال، متباعد الأرجاء، وهو من مخاليف اليمن المشهورة التي تحوي بلداناً واسعة.