ذكر دعوته الأولى # وهو محتسب
ذكر دعوته الأولى # وهو محتسب
  كانت في الجوف في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة لهجرة النبي ÷، دعا الناس # إلى طاعة الله تعالى وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد الظالمين، وإظهار كلمة الحق، ودفع الفساد.
  فأجابه أهل الجوفين كافة، فبايعهم للرضا من أهل البيت $، وكان طامعاً في قيام الأمير الكبير شمس الدين، شيخ آل رسول الله ÷ يحيى بن أحمد، بل الخلق كافة طامعون فيه، وكان # حريصاً مجتهداً على أن يكون من أنصاره وأعوانه؛ رغبة في حياة الدين وكراهة لتولي الأمر بنفسه، فأمر الناس بالحق ونهاهم عن الفساد، ونشر العدل، وأمضى أحكام الله، ومنع ولاة الجور، وسلاطين البلاد من عوائد السوء، وقطع مواد الشر.
  ونهض عقيب مكاتبات إلى الأميرين الكبيرين شمس الدين وبدر الدين يحيى ومحمد ابني أحمد متوجهاً إلى جهة الشام ونواحي الحقل في مقدار مائة فارس ورجل كثير، فلما وصل الحقل لقيه لأميران الكبيران في جمع كثير من خولان من بني جماعة والأبقور وبني حي وبني مالك وغيرهم، واجتمع أهل الحقل ومن يواليهم من القبائل، فتحدث معهم الإمام # ووعظهم وذكرهم، وأنس الناس به، وكان الناس ينتظرون قيام الأمير الكبير المقدم الذكر.
  فجرت مراجعة عرض فيها على الإمام # تسليم البيعة له فكره ذلك واستعظمه وقال: (إنما أردت حياة الدين، وكرهت إهمال هذه الأمة، وأنت العمدة والقدوة وكبير أهل البيت الشريف، فإن علمت عذراً يخلصك