[اجتماع القبائل في مقرى وموقف المطرفية في التخذيل عن الإمام]
[اجتماع القبائل في مقرى وموقف المطرفية في التخذيل عن الإمام]
  ثم ضرب ملقى لكافة العشائر من مخاليف بكيل ومُقرى إلى موضع يقال له: جرن الفيل، فاجتمع خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله، فتقدم إلى أوساط الناس، وتكلم في ذلك المجمع بكلام عجيب، موشح بالوعظ والتذكير، والأخبار الواردة عن النبي ÷، فلانت قلوبهم من وعظه وتذكيره، وهموا بالبر فوقع تعويق من الشيعة المطرفية، وجعلوا الرأي شورى على فرقة في البلاد، ويتقلد كل مقدم في بلده ما عنده، ففرقت في الحال فرقة كبيرة لم يصل إلى الإمام منها درهم فرد، وتقدم الإمام فأمسى بقرية الخرف من مخلاف مقرى، فحكوا له امتثالهم لأمره، وتسليمهم للحقوق الواجبة إلى ولاته، حتى أن رجلاً من الشيعة حكم عليهم بأن يأتوا له بأحمال لا تعق - يريد كتمان ما يأخذه -، وأتت بعد ذلك من طائفة منهم في جهة أخرى مطاعن في أخذ الأموال وتسليمها إلى الجند، فأجابهم بكلام ذكر فيه قصة صاحب الجمال فقال:
[جواب الإمام على بعض المطاعن]
  وقد علمت أن البيضة لم تحفظ، وظاهر الفسق لم يرفض إلا بالجند، والجند لا يستقيم إلا بالمال، والمال لا يؤخذ إلا من الرعية، والرعية لا تجمع على الانقياد للحق إلا بطرف من الشدة.
  نعم - أنعم الله عليك - ومع ذلك، فإنهم لما أهملوا لذهب الدين والمال، وانكشف الغطاء وساءت الحال، وشغلوا عن القيل والقال، ولكنهم تفيئوا في