[صاحب حضرموت يبذل الطاعة للإمام #]
  إلى براقش، وكان وصوله إليهم يوم الجمعة لعشرين ليلة خلت من شهر صفر سنة ست وتسعين وخمسمائة.
  فوفد إليه راشد بن منيف الجنبي، ومنيف بن ضيغم بن عبد رب، في جماعة من أصحابهما، فسمعوا وأطاعوا واستحلفهم الأمير شمس الدين على المصحف الأيمان المؤكدة على الطاعة لله تعالى وللإمام # وإجابة دعوته، وكان عندهم خوف من الإمام # فما وصلوا حتى لقيهم صنوه عماد الدين يحيى بن حمزة مرافقاً لهم.
[صاحب حضرموت يبذل الطاعة للإمام #]
  ووصل جواب صاحب حضرموت عبد الله بن راشد بن سجنعة(١) مهنياً بما وقع من الاستظهار على أعداء الله، ويتعرض للخدمة ويبذل من نفسه الطاعة، وفي صدر كتابه هذه الأبيات:
  الآن قرت على الآساسِ أركانُ ... وطال للدين والإسلام بنيانُ
  وقام بالشرف البَذَّاخِ صاحِبُه ... وعز للدولة الغراء سلطانُ
  وثار ثائر حق من بني حسن ... في وجهه لعلو الشأن عنوانُ
(١) أمير حضرموت العالم العادل الشهيد السلطان عبد الله بن راشد بن أبي قحطان الحميري، كان أميراً عادلاً نبيهاً، له مشاركة في علم الحديث، وصحب جماعة من العلماء والزهاد، وسالمته الليالي أعوام أمارته، فكان عصره أحسن العصور بحضرموت، وكان يقول: في بلادي ثلاث خصال أفتخر بها على السلاطين: لا يوجد بها خراج ولا سارق ولا محتاج، ثم ترك الأمارة في آخر عمره، ومال إلى الطاعة، فعوتب على ذلك من ترك الأمارة، فقال: لم أجد من يواليني على الحق، وخرج ليصلح بين قبيلتين، فقتل ظلماً سنة ٦١٣ هـ |. (أئمة اليمن لزبارة ١/ ١٤٣).