السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتاب الإمام إلى هلدري]

صفحة 641 - الجزء 1

  بينهم وبين ما يشتهون، وأغار على بلاد الخول من مغارب الأهنوم يريد بذلك تحقيق خلافه على الإمام عند إسماعيل، فأخذ أموالاً جليلة وعلم أهل البلاد بخلافه فتبعوه وواستنفضوا منه المال جميعه، وقتلوا من أصحابه رجلاً، وجرحوا منهم قوماً كثيراً، وعقروا فرساً، وراحوا منهزمين على أبخس قضية.

[كتاب الإمام إلى هلدري]

  فكتب الإمام في آخر كتاب إليه كتاباً نسخته:

  ونحن نعلمك أمراً إن عملت بمقتضاه نفعك، أن أكثر ما تشكوه منا الجفوة وقلة الإنصاف، هذه دعواك ونحن ننكرها، وأقل ما تخاف من إسماعيل القتل - والعياذ بالله من نكث الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً -، وتفارق عترة نبيه ÷ الآمرين بالمعروف الأكبر، والناهين عن الفحشاء والمنكر، الذين قال فيهم جدهم صلى الله عليه وعليهم: «حرمت الجنة على من أبغض أهل بيتي، وعلى من حاربهم، وعلى المعين عليهم، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة، ولا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم»، ولا تدري ما بقي من عمرك فاجعله في طاعة الله، وقد جاءنا كتاب إسماعيل وما فيه من السب والأذية التي نزهنا الله سبحانه عن المكافأة بمثلها، ونحن أولاد الرجل الصالح الذي بعثه الله بمكارم الأخلاق، وحسن الخلال، ولم يبعثه لعاناً ولا سباباً، ولن نقتفي إلا أثره ~ وآله، ولن نسلك إلا منهاجه، وهو الداعي إلى الله سبحانه بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد جاءتنا تلك الشرموزة وما فيها من النقوش الحسنة، والصور العجيبة، وليست الدنيا منا