[خراب الأمير شمس الدين لمواضع الفساد وما لقي من العناء]
[خراب الأمير شمس الدين لمواضع الفساد وما لقي من العناء]
  وكان بالقرب من المدائر(١) موضعاً للفواسد قد سموه بالكعبة - شرفها الله وعظمها عن ذلك - فأمر بخرابه، وخراب موضع آخر يقال له: الحصن، حتى لم يبق لهما أثر، بعد أن وقع من قوم من حجور(٢) معارضة في ذلك، ومنع عن الخراب، فمال عليهم قوم من خولان فرموهم وهزموهم وكادوا يهلكونهم، فأمر إليهم الأمير بسوطه أماناً لهم، وطمست آثار الفساد في جميع تلك البلاد، ببركة مقدم شيخ آل الرسول ÷، وأتاه الناس من كل جهة للنظر إليه والتبارك به، إلا قومًا بهجرة يقال لها: الحلالة بجبل هِنْوَم، وكبيرهم يومئذٍ رجل يقال له: راشد بن محمد الجنبي، فلم يرغبوا في الوصول كراهة للقائم من أهل بيت النبي ÷، وطلباً للراحة من التزام الطاعة، وما يجب من التجرد للجهاد، وما يلحق من المشقة من فراق الأهل والأولاد، وأراد الأمير الكبير الكلام في أمر شهارة فبلغه كلام منهم، واختلاف في ذات بينهم، فمنهم محب وكاره، فرأى الغفلة عنهم وعن البحث لهم أولى، وجمَّل الأمر.
  وكان في نفسه اللقاء للإمام # بذلك العسكر إلى ناحية اليمن، فأصاب البعض مرض في تلك المغارب فسألوه الفسح لهم فرأى العودة لهم إلى صعدة أصلح، فرجع في ذلك الوقت.
(١) المداير: قرية في الجنوب الشرقي من مدينة حبور.
(٢) حجور: بطن من حاشد، وهو ثلاثة أقسام: حجور الشام، وحجور اليمن، وحجور البشرى، وكل واحد يشتمل على عدة قبائل.