[وصول الإمام إلى ميتك، والكرامة التي حصلت له]
  بالجنات فقسمها نصفين، ثم أتى قاعة والليل مرخ سدوله، فوصل قرية الأشمور(١) وقت الفجر، فصادف طائفة من خدم الظلمة يريدون كوكبان في مكان ضيق بين صدفين يقال له الفُجر، فظنهم مرصدين له فأمر أصحابه بالحزم ووطنهم على القتال، فلم يعرضوا لهم، ووصلوا إلى هجرة (يند(٢))، قبل طلوع الشمس، فتلقاهم الشرفاء أولاد يحيى بن الحسين بالإكرام، وأقاموا عندهم ثلاثة أيام، ثم أتاه الشريف إبراهيم بن يحيى يستحثه فنهض، وكان وصوله إلى ميتك لثلاث ليال خلون من شوال سنة ثلاث وثمانين.
[وصول الإمام إلى ميتك، والكرامة التي حصلت له]
  فوصل إليه الشريف محمد بن الناصر في جماعة من المسلمين، وكبار الموهبيين والصعاريين والهوسيين فسلموا عليه، وذكروا الحكاية المتقدمة عن آبائهم: بأن صاحب الحق يطلع من وادي شرس(٣) في سبعة نفر، وكانت عدة أصحاب الإمام # سبعة؛ لأن بعضهم مر طريقاً أخرى، فعجب الجميع من ذلك، وأيقنوا بصدق الحكاية.
  ثم طلع # إلى قرية صبرة(٤) في موكب عظيم، وأقام بها سبعة أيام.
(١) الأشمور: ناحية مشهورة، في الغرب الشمالي من صنعاء على مسافة يومين متصلة بجبال المصانع.
(٢) يند: قرية في جبل الأشمور بمغارب عمران بجوار مدينة المصنعة.
(٣) شرس: بفتح الشين وكسر الراء، واد في بلاد حجّة.
(٤) صبرة: قرية من عزلة بني موهب، ناحية كحلان عفار.