[وفود الفقيه أبي القاسم بن شبيب من تهامة إلى الإمام]
  ما بيننا وبلوغ ما نرجو من الـ ... ـآمال إلا أن نجوز الملتقى
[وفود الفقيه أبي القاسم بن شبيب من تهامة إلى الإمام]
  وكان ممن وفد إلى الإمام #: الفقيه الفاضل، شهاب الدين، أبو القاسم بن حسين بن شبيب الخشني من ناحية الشرفاء بني سليمان بتهامة - وهو من العلماء وأهل المعرفة والفضل -، وأخبر بأن الأمير نظام الدين السيد يحيى بن علي بن الحسن بن فليتة الحسني - وهو من الفضل والعلم والخصال المحمودة في أعلى منزلة، وكان ممن يرجى للقيام، وحفظ بيضة الإسلام - لما بلغت إليه الدعوة نشرها، ودعا الناس إليها في تلك الجهة، فسمعوا وأطاعوا وبايعوا، وأجرى أحكام الله تعالى على مقتضاها، وأصلح ما يواليه منها.
  وأقام الفقيه ملازماً مجالس الإمام # للمباحثة والمراجعة في دقائق العلوم وغوامض المسائل فيجد من الجواب عليها ما يثلج الصدور ويشفي الغليل، وارتجل الإمام # بيتاً وأمر الفقيه بأن يتم عليه شعرًا وهو:
  أَليَّةً بالجياد الجرد ساهمة ... تردي بكل طويل الباع دفاع
  فقال الفقيه:
  وكل مسرودةٍ كالنهي سابغةٍ ... وكل ماض رقيق الغرب قطاعِ
  ومدلف الأسد نحو الأسد عابسة ... تحت العجاج وبيض فيه لماعِ
  والسمرُ ترعف والأبطال طائشةٌ ... وكل أزرق للأرواح نزاعِ
  لأبعثن على العجمان داهية ... زحافة في خروم الحزن والقاع