[المنامات الصادقة]

  وأما المنامات الصادقة التي جاءت أخذاً باليد، ورواها أهل الصدق والأمانة والثقة والديانة:

[رؤيا الإمام # في فتح صنعاء]

  فمنها: ما رواه الإمام المنصور بالله # في حصن كوكبان وقد وقع ضيق شديد من أمر العدو وقوته، قال: رأيت في المنام كأنا قصدنا صنعاء والغز فيها، فلما قربنا منها دخلناها من باب غمدان في عدة يسيرة من العشرين فما فوقها بقليل، وكان علي ثياب بياض لم تر العيون أحسن منها، وكأنا نطلب كتمان أمرنا، فأقول في نفسي: واعجباً كيف ينكتم من عليه مثل هذه الثياب، ما المؤمِّن أن يقال: من صاحب هذه الحال؟ فيقال: فلان، فأَرُدُّ على نفسي في المنام: بأن الغز لو أرادوا شرّاً لم يدعهم أهل صنعاء، ثم استمر السير على تلك الحال إلى أوسط المدينة ومعي قناة بلا سنان، فلما قربنا من حانوت حداد أمرته ركب في القناة سناناً متوسطاً بين الحسن والشواهة والقوة والضعف، ثم قلت لرجل كان بقربي يقال له محمد بن صبرة: اطلب لنا دار فلان نكمن فيها حتى يأتي عسكرنا، وكأني أظن أن خارج المدينة لنا عسكر، فإذا دخل إلينا عسكرنا عمدنا دار شهاب فقتلناه، وصحنا لسائر الجند بالأمان.

  هذا منامه #، وكذلك كانت الصورة في اليقظة، وهذا لفظه من غير زيادة ولا نقصان.