السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كتاب الإمام إلى قتادة بن إدريس]

صفحة 618 - الجزء 1

[كتاب الإمام إلى قتادة بن إدريس]

  وكتب # كتاباً إلى الشريف الأمير أبي عزيز قتادة بن إدريس الحسني، مع البريد الواصل من طاشتكين كتاباً نسخته:

  

  سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله لنا ولك التوفيق إلى سبيل الرشاد، وسلوك مناهج الآباء والأجداد، الذين كانوا أوتاداً للبلاد، وأقماراً للحاضر والباد، ترتع سائمة الرعايا في رياض حلومهم، وتستضيء أجناس البرايا بأنوار علومهم، لحبوا منهاج الحق للسالكين إلى بحبوحة العلم اليقين، فمن قافٍ آثارهم وهم الأقلون، ومن صادف عن سننهم وهم الأكثرون، كما قال تعالى: {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ٧٠}⁣[المؤمنون: ٧٠].

  أما بعد: فإن لله سبحانه عباداً ظَاهَرَ عليهم النعم، وضاعف عليهم التكليف، نحن يا أهل بيت محمد - سلام الله عليه وعليهم - منهم، بل نحن عيونهم وخاصة خاصتهم؛ لأن الله سبحانه أنجز فينا لنبيه محمد ÷ وعده، واستجاب فينا دعوته، وأعطاه فينا سؤله، فله الحمد كثيراً، بكرة وأصيلاً، وجعلنا أعلاماً في دينه، وعرفنا غوامض شريعته، وجعلنا تراجمة كتابه، واستثنانا سبحانه مع نفسه بما ألهمنا من هدايته، فقال لا شريك له: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}⁣[آل عمران: ٧]، فنحن الراسخون فيه - ولله المنة علينا بذلك -، ولم تزل الأمة مذ قبض نبيه ÷