السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وصول أهل مأرب إلى صعدة سامعين مطيعين]

صفحة 595 - الجزء 1

  إلى أن يَرَوا أني ابنُ حربٍ مجرِّبٌ ... وأني مِن عليا لؤيّ بنِ غالب

  أنا ابنُ رسول الله وابن وصِيِّه ... ومشبِهُهُ في مَشيِه وضَرَائِب

  مناصب طالت أنجم الجوِّ رفعةً ... فهل بَعْدَهَا مِن نِسْبَةٍ ومَناصِب

  فيا آمِريهم بالخلاف غَشَشْتُمُ ... وأوردتُموهُم فِي بحَار المعَاطِب

  فهل عاصمٌ مِن أمرِ ذي العرش نافِعٌ ... وهل هاربٌ منه وأين بهَارب

  مَدَدْتُ لهم حبلاً فظنّ سفَيهُهُم ... بأنيَ أُلقِي ثِنيَةً لِمُجَاذبِ⁣(⁣١)

  ولم يَدْر أني ليثُ غَابٍ فهل ترى ... يَفُلُّ شَبَا عزمي صياحُ الثعَالب

  عليّ لكم مِلءَ الفِجَاج عساكراً ... تريكم قبيل الظهر ضوَّ الكواكب

  غفلتُم وَلَمْ أغفل ونمتم وَلَمْ أنَمُ ... وملتُم مع الضّلال فِي كل جَانب

  ظننتم طعَان الطالبيّين فِي الوغى ... تَماثُلَكُمُ فِي الركْضِ حَول الجباجبِ⁣(⁣٢)

  سأوطي جياد الخيل هَام رؤوسِكم ... إذا لَمْ توافُوني بأوبةِ تائب

  وذاك بعون الله ... مُقِيْمِ الجِبَال الرّاسِيَات الرَّوَاسِب

[وصول أهل مأرب إلى صعدة سامعين مطيعين]

  ووصل أهل مأرب إلى صعدة سامعين طائعين، فأخذ الإمام عليهم البيعة على طاعة الله وطاعته، وتأدية الحقوق الواجبة من الزكوات وغيرها، والأخماس في الملح، وتمكين الوالي من نفاذ الأمر، وإقامة الجمع، والأذان بحي على خير العمل، وتقديم علي # في الخطبة، فأمر الأمير علي بن موسى العباسي العلوي بالصدور معهم للولاية، ومعه السلطان محمد بن حاتم بن معن القتيبي، والقاضي محمد بن


(١) المثناة: حبل من صوف أو غيره.

(٢) الجباجب: الطبل.