السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[تفاصيل الوقعة]

صفحة 154 - الجزء 1

[تفاصيل الوقعة]

  فلما كان يوم الخميس نهض إلى الفاضلة بجبل بني صعارة، وحصن جُرع ملزوم للسلطان علي بن حاتم، واجتمع الناس وأمرهم # بالصبر وحثهم على الجهاد، ووعدهم لليوم التالي، وبقرب من الحصن موضع يسمى (المرقب⁣(⁣١)) يسمع الصوت الهين منه إلى الحصن، ولما رأى # صعوبة الحصن ومنعته، أمر بخيله إلى صبرة، فلما كان من الغد أمر بالصارخ إلى مخاليف ميتك المطيعة له فأقبلوا إليه، فحضهم على الجهاد وعرفهم ما لهم عند الله من الأجر، وأمر الأمير إبراهيم بن يحيى بالتقدم في طائفة من العسكر إلى قلعة بني حماد، وقد كان أمر الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة فلزم قلعة المكرام، ولما توافى الناس أمرهم بالقتال فأحاطوا بالحصن من كل جانب، وكان فيه عدة وافرة من الديوان⁣(⁣٢) المختارين، ومن أهل البلد الراغبين في تقوية الظلم، وجاءتهم رتبة المادة من قرن شاور⁣(⁣٣)، فردهم الأمير إبراهيم بن يحيى ومن معه على أعقابهم، واشتد القتال إلى نصف النهار وكثرت الجراحات في أهل الحصن، وطلع عليهم منصور خادم الإمام # - وكان غلاماً حدثاً يجيد الرمي ولا يكاد يخطئ ولا


(١) المرقب: يطلق على المكان المرتفع.

(٢) المراد بالديوان: الجنود الذين يقومون بشؤون المنطقة التي يتواجدون فيها، حفظاً وحراسة وأمناً، وغير ذلك.

(٣) شاور بفتح الشين وكسر الواو: من بطون حاشد من ولد شاور بن قدم بن قادم، وبلاد شاور في كحلان تاج الدين من ناحية حجة.