[قصيدة الإمام إلى السلطان علي بن حاتم يحذره من الميل إلى الغز]
  وهَذَا عَلِيٌّ جَدُّكُم ومُحَمَّدٌ ... أبوكُم وَلَمْ أنطِقْ بِغَيرِ صَوَاب
  فَصَبرَاً عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ وَعَضِّهِ ... فَمَا الصَّبرُ عن أَمثَالِكُمْ بِعُجَابِ(١)
  وَخُوضُوا غِمَارَ المَوتِ فِي حَومَةِ الوَغَى ... لِذكِرٍ بَعِيدٍ صِيتُهُ وثَوَاب
  فلَيسَ العُلَى حَيسَاً يَهُولُ منالُهُ ... وَلَا تُدْرُكُ العليا بِغَيرِ طِلاَبِ(٢)
  ومَا لَكُمُ من لَمْ يُهَاجِر بِصَاحِبٍ ... وَلَا هُمْ لِسِبطَي أَحمَدٍ بِصِحَابِ(٣)
  فَيَالَ عَلِيٍّ دَعوةً عَلَوِيَّةً ... وَلَستُ أنَادِي مِن وَرَاءِ حِجَاب
  دَعُوا السُّمر تَهدِي الشُّقْرَ في غَلَسَ الدُّجَى ... لِترجِعَ من أرضِ العِدَى بِنِهَابِ(٤)
  وَشُدُّوا صُدُورَ الخَيلِ واعتَقِلُوا القَنَا ... وشُنُّوا مَغَارَاً عَالِيَاً بضُبَابِ(٥)
  ولبُّوا بِهَا رَأْدَ الضُّحَى وتَلَبَّبُّوا ... فأنتُم لُبَابٌ من صَمِيمِ لُبَابِ(٦)
  وعِندَ طُلُوعِ الفَجرِ شُنُّوا مَغَارَهَا ... عَلَى كُلِّ مَفتُونٍ وَكُلِّ مُحَابِي
  وغَشُّوا سَوَامَ البِيضِ نَبْتَ رقابِهِمْ ... وإن أظهروا عجزَاً بِغَيرِ متَاَب
  إلَى أن يُجِيبُوكُم إلَى مَا دَعَوتُمُ ... وأظهرتُمُ من سُنَّةٍ وكِتَاب
  فَقِدْمَاً دَعَا النَّاسَ النَّبِيُّ وَصِنُوهُ ... فَلَم يَقبَلُوا إِلَا بِضَرْبِ رِقَابِ
  وقد أظهرَ الرحمنُ آيَاتَ صِدقِهِ ... وَلَم تَعرفُوهُ نَاطِقَاً بِكُذَابِ]
[قصيدة الإمام إلى السلطان علي بن حاتم يحذره من الميل إلى الغز]
  وأنشأ # هذا الشعر إلى السلطان الأجل سعيد الدولة وابن حميدها علي بن حاتم بن أحمد بن عمران لما أمر بأصحابه الهمدانيين وقفوا
(١) ريب الزمان: صرفه وحاجته. وعَضُّ الزمان: شدته.
(٢) الحَيس: تَمْرٌ يُخْلَطُ بِسَمْنٍ وأقِطٍ، فَيُعْجَنُ شديداً، ثم يُنْدَرُ منه نَواهُ، ورُبَّما جُعِلَ فيه سَويقٌ.
(٣) أي ليس لكم من لم يهاجر إلى نصر الحق بصاحب.
(٤) الشقر: أي الخيل.
(٥) أضب القوم: إذا نهضوا بالأمر جميعاً.
(٦) اللَّب: المقيم اللابث. ورأد الضحى: ارتفاعه. وتلببوا: أي شمروا.