السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[طلوع الإمام إلى حصن مبين، والمحاكمة بين بني برام وبني بطين]

صفحة 491 - الجزء 1

  فَكَافحتَ عنه كُلَّ ضِدٍّ مُكَافِحٍ ... وناصَبتَ عَنه كُلَّ قَالٍ مُنَاصِب

  وَصِرتَ مَلِيكَاً مثلَ أَجدَادِكَ الأولَى ... زَمَانَ دِمشقٍ فِي العُصُور الذّوَاهِب

  فَلَا عَيشَ حتى تُقرعَ الخَيلُ بالقَنَا ... وتَرفُلَ فِي المَاذيِّ فوقَ قَبَاقِبِ⁣(⁣١)

  وتَسْري إلى بغدَادَ عشرينَ لَيلَةً ... وعشرِين يَومَاً فِي غُبَارِ المَقَانِب

  ونَدعُو بنِي أعمامِنَا لِمُقَامَةٍ ... تَشيبُ لَهَا إِذْ ذَاك سُودُ الذّوائب

  إِلَى أن يَقِرَّ الحقُّ فِي مُستَقَرِّهِ ... ويَرجِعَ من طُغيانِهِ كُلُّ غَاصِب

  وَيَجلِي ابنُ مروانَ العِراقَ بِسَيفِهِ ... على الحقِّ ضَربَاَ فِي الطّلَى والتّرَائِب

  أمَامَ إمَامٍ من ذؤابَةٍ هَاشِمٍ ... شَرِيفِ مَسَاعِي الفعلِ زَاكِي المَنَاصِب

[طلوع الإمام إلى حصن مبين، والمحاكمة بين بني برام وبني بطين]

  فلما كان العاشر من شهر جمادى الأولى نهض الإمام # من حصن فليع إلى جبل مبين بعد اجتماع العساكر من خولان وحمير وهمدان وسائر أهل البلاد فدخل مبين ونزل بدار أسعد بن قاسم وتفرق العسكر للضيفة في جهات حجة، ولتقاض المدفوع في المعونة، وتَرَك في الجبل قوماً من خولان يحفظونه، وأمر بني بطين وبني برام للحضور للفصل فيما يدعي بعضهم على بعض في جبل مبين، ونصب القاضي الفاضل محمد بن نشوان للقضاء بينهم بحكم الله تعالى، فجرت المنازعة ثلاثة أيام، وأحضر كل منهم بينته وشهوده، فحكم القاضي بعد الأجل وتمكين كل منهم من حجته لبني بطين بالجبل، وكان المتقدم لخصمتهم علي بن حجاج بعد الوكالة من أصحابه فانقطع، فأمر


(١) الماذي: كل سلاح من الحديد، والقبب: دقة الخصر وضمور البطن، ومِنَ اللُّجُمِ: أصْعَبُها وأعْظَمُها، وبالكسر: العَظْمُ النَّاتِئُ مِن الظَّهْرِ بَيْنَ الألْيَتَيْنِ.