[شعر القاضي عمرو بن علي العنسي]
  فسأل كل واحد منهم على الانفراد وهو يشير إليه بأصبعه هل بقي عندك شك أو عليك شبهة، فيقول: أبداً ما بقي شك، حتى أتى على آخرهم، فكان جوابهم في ذلك واحداً.
  فقال #: اشهدوا عليهم يا من جمعه مجلسنا، وتفرق الناس بعد ذلك، وسألوا الأمير شمس الدين التقدم معهم إلى الهجرة فأسعف سؤالهم، واستأذن الإمام وتقدم في قدر ثلاثمائة من شيعته وعسكره من خولان، فأمسى بالهجرة آخر نهار الخميس، وأقام صلاة الجمعة عندهم، وراح إلى المحطة آخر نهاره.
[شعر القاضي عمرو بن علي العنسي]
  ووصل القاضي زكي الدين عمرو بن علي العنسي وأنشد له هذا الشعر، منه:
  عز بك المجد بعد ذلته ... وحيّ من بعد موته الكرمُ
  واتضح الحق بعد أن طُمست ... أعلامُه واستطالت الهممُ
  جردت في الله سيف مقتدر ... تبيد أعداءه وتنتقمُ
  أمسى بك الدين وهو مبتهج ... وأصبح الأمر وهو منتظمُ
  يسمو بك المنبر المنيف ويسـ ... ـمو السيفُ والسمهريُّ والقلمُ
  أنت الإمام الذي فضائله ... كمثل نافٍ يقلها علمُ
  أنت الجواد الذي مواهبه ... تخجل منها الأنواء والدِّيَمُ
  يفدي محياك معشرٌ غُفُلٌ ... لا عملوا صالحاً ولا علموا