السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[حث الأمير شمس الدين للناس على بيعة الإمام #]

صفحة 203 - الجزء 1

[حث الأمير شمس الدين للناس على بيعة الإمام #]

  فلما قضيت الصلاة، خرج إلى ضفة المسجد الشامية، والأميران والمسلمون، وأقبل من جَمَعَه السوق من أهل صعدة، وسائر قبائل العرب: من خولان، وسنحان، وهمدان، وأهل الحقل، وأهل نجران، وغيرهم.

  فتقدم الأمير الكبير شمس الدين داعي أمير المؤمنين فوعظ الناس وأخذهم باللطف وبين لهم وضوح الحق، وقال:

  أيها الناس، إنا قد اختبرنا هذا الإمام أبلغ الاختبار، وامتحناه أشد الامتحان، فوجدناه من الأئمة السابقين، ووضحت لنا المحجة، فوجبت علينا الحجة.

  قال القاضي أيده الله: روى لي من أثق به أنه قال في كلامه:

  أيها الناس، والله لقد جهدنا في حط هذا الأمر عن رقابنا ورقابكم بكل ممكن، فما وجدنا إلى ذلك سبيلاً، وقد علمتم أن ملوك اليمن عرضوا علينا أموالهم وخيولهم وحصونهم وطاعتهم، وحضونا على هذا المقام فلم نساعدهم إلى ذلك؛ لوجود العذر بيننا وبين ربنا، فلم نجد سبيلاً إلى التأخر، وإنما هو الإقدام أو النار.

  قال الراوي: فتلجلجت ألسن الناس بالجواب، فالتفت إليهم الأمير الكبير أيده الله بضجرة محرور، ونفثة مصدور، ولزم على قائم سيفه - وهو يشير به إليهم - ويقول:

  ما لكم تتثاقلون عن البيعة كأنكم لقولنا لا تعقلون، والله لئن لم تبايعوا طوعاً لأحكمن فيكم سيفي هذا ثم لتبايعن كرهاً.