السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وقعة الهجر وأسر الأمير يحيى]

صفحة 386 - الجزء 1

  الراغبين فيما عند ربنا، من جميع من علم بكتابنا، طلوع الشمس غداً إن شاء الله إلى بركة قطبين⁣(⁣١).

  ونسأل الله تعالى لنا ولكم الهداية والتوفيق، وصلى الله على محمد وآله وسلم]⁣(⁣٢).

  وواعد الناس طلوع الشمس اليوم الثاني إلى بركة قطبين.

  ثم وصل إلى الفايش⁣(⁣٣)، وأتاه الأمير سليمان بن محمد من بلد بني شاور في قوم فأمره بالتقدم إلى الأمير يحيى بن أحمد بن سليمان لتأكيد الحجة، وإبلاغ المعذرة، فتقدم إليه واجتهد في رجوعه فامتنع وأصر على غيّه.

[وقعة الهجر وأسر الأمير يحيى]

  ثم نهض الإمام # إلى الهجر وكان الحرب والقتال مستمراً من كل جهة على الهجر، وقاتل أهله قتالاً شديداً وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله.

  وكان الإمام # يطوف من مكان إلى مكان فغشيهم العسكر، وتعلقوا في الجدران ونقبوها، ووقع القتال على الخروق، وأعطى الله النصر على أعدائه، فدخل العسكر المنصوري عليهما الهجر قهراً، فأمسوا بين قتيل وأسير، قتل منهم نيف وعشرون سوى من لم يعلم به في الشعاب، وأسر قوم كثير، وتغنمت أموالهم، وجميع ما في قريتهم، وأتي بالأمير يحيى بن أحمد أسيراً، فأمر


(١) قطبين: بلدة جوار مدينة قفلة عذر من بلاد حاشد.

وهي أيضاً قرية من قرى عيال منصور، إحدى قبائل نهم، شمال شرق صنعاء.

(٢) ما بين القوسين زيادة من مجموع رسائل وأشعار الإمام #.

(٣) حصن الفائش: من بلاد حاشد على مقربة من غربان.