السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كلام الفقيه أبي القاسم يدعو الناس إلى البيعة في الملقى الكبير]

صفحة 264 - الجزء 1

  واعلموا أنا قد أطلقنا لمن أنكر دعوتنا، وكره بيعتنا، المطالبة بالحجة والبيان، والسؤال عن واضح البرهان، والبروز إلى مضمار الامتحان، فقفوا على العَيِّنَة، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيي عن بينة، واصدقوا النية، واسلكوا السبيل الجلية، وخذوا الفائدة نقداً لا نسية، فهذا الفرس وهذا الميدان، لكل شاسع ودان، ولا تأخذوا في دينكم إلا بالوثيقة، ولا تعملوا إلا على البصيرة والحقيقة، وتعاونوا على البر والتقوى، وتناهوا عن المنكر واتباع الهوى، وزعوا أنفسكم عما تحب وتهوى، {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}⁣[يوسف: ١٠٨]، {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ٨٨}⁣[هود: ٨٨].

  فلما سمع الناس كلامه ووعظه وتذكيره انثالوا إليه وتزاحموا عليه، فبايعه الأمراء المقدم ذكرهم، والشرفاء والسلاطين وسائر الناس، من كافة القبائل، وأهل الهجر المذكورة، وغيرهم ممن حضرهم ذلك الجمع إلى أن دنا الليل، ولم يبايع البعض للكثرة وضيق الوقت، وأمر الناس بالتفرق في القرى من نواحي بلاد حمير.

  فلما أصبح يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رجب المعظم من سنة أربع وتسعين نهض متوجهاً إلى حصن كوكبان.

[كلام الفقيه أبي القاسم يدعو الناس إلى البيعة في الملقى الكبير]

  وهذا مقام للفقيه الفاضل شهاب الدين، أبي القاسم بن حسين بن شبيب الخشني، قام بين يدي الإمام # في الملقى الجامع المذكور من بلد