السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وصول القاضي محمد بن نشوان إلى الإمام وقصيدته في مدح الإمام]

صفحة 283 - الجزء 1

  المذكور في جماعة من الشرفاء والمسلمين فأخذوا عليه الأيمان المؤكدة، وبايع على طاعة الإمام، وجعل ذلك سرّاً فيما بينهم، وأظهر أنه في خدمة إسماعيل، وأنه يريد تقريب الناس إليه ليعطيه البلاد وأهلها، والخوف عليهم من السلطان إسماعيل، ثم راح من عند الأمير علي بن موسى وقد صار من جملة الإمام، فأظهر المحبة والطاعة ما لم يكن يرجى من مثله، وكان منه في ذلك ما يأتي ذكره في موضعه إن شاء الله سبحانه.

  ولما وقع الأمان بمدينة شبام واستقرت الأمور فيها طلع # إلى كوكبان في شهر شعبان من سنة أربع وتسعين، بعد أن أمر كلّاً ممن وصل إليه من الأمراء والأشراف إلى جهته ليصلح أحوالها، ويقبض خراجها، وبقي معه جماعة قليلة ممن يخصه من أصحابه.

[وصول القاضي محمد بن نشوان إلى الإمام وقصيدته في مدح الإمام]

  ووصل إليه القاضي محمد بن نشوان، ولم يكن شافههُ قبل ذلك، فأقام عنده مدة يسأله، ويباحثه عن مسائل في فنون مختلفة ويمتحنه، فوجد المخبَر فوق الخبر، وعرف فضله وسبقه عن اختبار ومشاهدة، ولما أراد المراح فودعه بهذه الأبيات في شهر رمضان من التاريخ المذكور:

  يا سيدًا سبق السادات كلَّهم ... إلى مدىً بالغ في المجدِ والجودِ

  وعالماً بَذَّ أهلَ العلم أن له ... من ربه لطف توفيق وتسديدِ

  وقائما مكَّن الرحمنُ وطأته ... من البرية من بيض ومن سودِ

  اللهُ أتاك ما لم يؤته أحداً ... من الأئمة من نَصرٍ وتأييد

  أجابك الناس من شام ومن يمن ... مُلقينَ في كل أمر بالمقاليدِ

  جرت على حكمك الأملاكُ مهطعَةً ... إليك وانقادت الحرَّاتُ في البِيدِ

  ما رمت مدخل ثغر للعدى ظفرت ... منه يداك ببابٍ غيرِ مسدُودِ