السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدة الإمام # في غزوة سراقة]

صفحة 482 - الجزء 1

  أسد الدين الحسن بن حمزة، والأمير شجاع الدين حمزة بن حمزة، والفقيه أبو القاسم حسين بن شبيب حتى استخرجوه وما لحقه إلا الصابة التي سقط منها.

  ثم تقدم الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم، والأمير أسد الدين فعرضا عليهم الدخول في طاعة الإمام #، وأبلغا إليهم في المعذرة واجتهدا في ذلك، فامتنعوا وتمادوا في معصيتهم وطغيانهم، فترجلت الجند وزحفت عليهم العساكر، ووقع القتال الشديد على الدرب، وتحصنوا من وراء الجدرات إلى آخر النهار، وأعطى الله النصر عليهم، فأخذوا قهراً بالسيف، وقتل منهم قوم كثير، وتغنمت منهم الأموال الجليلة من الذهب والفضة والبقر والغنم والإبل، وأخذ من خيلهم قدر ثلاثين فرساً، ومن دروعهم قدر عشرين درعاً، ومن الحبوب على أصنافها والعبيد والآلات والسلاح شيء كثير، ولم يبق للبدو خبر ولا أثر، وانقشعوا من البلاد.

[قصيدة الإمام # في غزوة سراقة]

  وأنشأ الإمام هذا الشعر:

  مغَارٌ بَعِيدٌ والمَرَامُ بَعِيدُ ... ونزعٌ عَلَى نَائِي المَزَارِ شَدِيدُ

  وَمُنتَصِرٌ لله جَرَّدَ عَزمَهُ ... فَرِيعَ لَهَا شَيخٌ وشَابَ وَلِيدُ

  تَبَارَى سِرَاعَاً من شِعَابِ تَهَامَةٍ ... إِلَى الجَوفِ تُبدِي جَريَهَا وتُعِيْدُ

  ومن حَيثُ جَاءَت شَاهَدَ البحرَ فِتيَةٌ ... وها هِي حَولِي فِي النَّدِيِّ قعُودُ⁣(⁣١)

  فَمَرَّت مُرورَ الطّيرِ وهي عَوَابِسٌ ... عليهَا حُمَاةٌ فِي المَقَامَةِ صِيْدُ

  فَإن تنجُ منها يا ابنَ بدرٍ فَإنَّهَا ... تُعِيضُكَ والأيامُ نَحوَكَ سُودُ

  عَفونَا فكافَأتُم بألأَمِ خُطَّةٍ ... وهل بعد مَا قدمت فيكَ مزِيدُ

  عَدَوتم على صِهرِي و ضَيفِي وصَاحِبِي ... كأنِّي غَرِيبٌ فِي البلاد وَحِيْدُ


(١) الندي: المكان الذي في الإجتماع.