السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

قصة دخوله صنعاء #

صفحة 301 - الجزء 1

قصة دخوله صنعاء #

  تقدم في جماعة من أصحابه - ومحطته مستقرة مكانها - يريد دخول المدينة من الباب الأدنى من المحطة وهو باب الخندق الأعلى، فلما دنا منه لم يعرفه أكثر الناس ولا صدق بوصوله، والذين عرفوه كان الغالب على بعضهم الفساد ومحبة الغز، ومنهم الغالب عليه الخوف وقلة التمكن، فأرسل كل منهم ما في يده من النبل والحجارة ومنعوه وأصحابه من الوصول إلى الباب، فعاد # إلى المحطة، وأمر المؤذن بالأذان بحيَّ على خير العمل - مع كراهة الفريقين لذلك من الغز الذين معه والذين عليه - في ذلك الوقت الذي ترتعد فيه الأقدام، وصلى بأصحابه الظهر والعصر، وأتاه جماعة من أهل صنعاء لَمَّا صح لهم وصوله يستدعونه إلى الدخول، فركب في أصحابه، وكان عند إقباله قد وقع اختلاف بين أهل صنعاء، فأحب قوم دخوله وكره ذلك آخرون، فبينا هم يتجادلون إذ دخل شمس الخواص من باب الخندق الأعلى فتفرقوا في الحال خوفاً منه، وأخذوا مفتاح الباب، وبقي صخرب بن مسعود الضراب وبحذائه صبي في يده عود من نشابة، فأخذه وشقه نصفين وفتح الباب به، وكان لا ينفتح بمفتاحه إلا على مشقة وعلاج، ووافق ذلك وصول الإمام # فدخل من غير توقف، وكان منعهم له من الدخول من باب الخندق ودخوله من باب غمدان تصديقاً لرؤياه التي تقدمت حكايتها في المنامات الصادقة التي كانت أخذاً باليد.

  ولما صار # بالمسجد الجامع أقبل الناس من أرجاء المدينة أفواجاًحتى غصّ المسجد بهم، فسلموا عليه، واستسعدوا بالنظر إليه، وحمدوا الله تعالى على