السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[لقاء الأمير شمس الدين للأمير يحيى بن أحمد بن سليمان]

صفحة 235 - الجزء 1

[لقاء الأمير شمس الدين للأمير يحيى بن أحمد بن سليمان]

  بعد أن وافق في بلاد عذر الأمير يحيى بن أحمد بن سليمان في مجمع كبير بايع فيه من لم يكن حضر البيعة، ودخلوا جميعاً في الطاعة.

  وكان يحيى بن أحمد هذا قد توسم المعارضة والخلاف على الإمام، وتغيير قلوب الناس وتنفير العوام، واجتهد في ذلك فلم يتأت له ذلك، فلما التقى به الأمير الكبير في ذلك الموقف أعرض عنه ولم يسلم عليه ولا نزل عن مركوبه، فلما رأى ذلك بنو جُماعة والأبقور عزموا على رميه وقالوا: قد استوجب القتل بخلافه على الإمام، فزجرهم الأمير عن ذلك رجاء توبة منه.

  ثم تقدم إلى الخموس⁣(⁣١) فأقبل إليه الأهنوم مسرورين بوصوله، فأمسى تلك الليلة بالخموس وقد اتفق بالأمير عماد الدين، وصدر الجميع في اليوم الثاني إلى جهة صَوِر⁣(⁣٢)، فاجتمعت إليهم قبائل الأهنوم فدعاهم الأمير الكبير إلى طاعة الله وطاعة الإمام، فأجابوا وسلموا البيعة.

  ثم ضرب لكافة أهل تلك البلاد لقاءً جامعاً من سهول ظليمة⁣(⁣٣) وجبالها وما يواليها، ووعظهم وذكرهم بالله، ودعاهم إلى الطاعة والبيعة، فأجابوا وسمعوا وأطاعوا.


(١) الخموس: قرية مشهورة في بلاد عذر من العصيمات، بها قبر الأمير الشهيد مجد الدين يحيى بن الأمير بدر الدين محمد أحمد بن يحيى بن يحيى.

(٢) صور - بفتح الصاد وكسر الواو -: قرة في جبل ذري أحد جبلي شهارة.

(٣) ظُلَيْمة - بضم الظاء وفتح اللام وسكون الياء -: جبل واسع من بلاد حاشد، ومركزها حبور، وتشتمل على بلدان منها: بنو دهس والخميس وبنو سوط وغيرها.