ذكر الولاة والقضاه وبعض الوفود للبيعة
  ذَرُونَا نُريْكُم كَيفَ تَشتَجِرُ القَنَا ... وَكَيفَ يَثُورُ النَّقعُ والنَّقعُ أَشهَبُ
  ألَا كُلُّ شَيءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلٌ ... وَنَحنُ جُنُودُ اللهِ واللهُ يَغلِبُ
  فَقُلْ لِي لِأملَاكِ البَسِيطَةِ سَامِحُوا ... فَلَا الحِصنُ مَنَّاعٌ وَلَا الجَمعُ يُرهِبُ
  فَإن لَمْ تَدِيْنُوا قَبلَ يَومٍ عِصَبْصَبٍ ... فعِندِي لَكُم بِاللهِ يَومٌ عِصَبْصَبُ(١)
  أَيَدفعُ أَمرَ اللهِ حِصنٌ مُشَيَّدٌ ... وَسَخْتٌ حُطَامِيٌّ وجُنْدٌ مُوَشَّبُ(٢)
  سَنجلِبُهَا شُعْثَ النَّوَاصِيْ كَأنَّهَا ... جِبَالُ حُنَينٍ والجِبَالُ تُأَوِّبُ
  وَنُرسِلُهَا رَهوَاً رِعَالَا كَأنَّهَا ... عَصَائِبُ طَيرٍ فِي السَّمَاءِ تَقَلَّبُ(٣)
  أَمِثلِي يَنَامُ الليلَ والخَمرُ يُشرَبُ ... أمِثلي يَلَذُّ العَيشَ والعودُ يُضْربُ
  حَرَامٌ عَلَيَّ النَّومَ إِلَا أقَلَّهُ ... وَوَجهُ المَعَاصِي ظَاهِرٌ لَا يُحَجَّبُ
  غَضِبتُ لِرَبِّي حِينَ عُطِّلَ دِينُهُ ... فَهل غَاضِبٌ مِثلِي لِذِي العَرشِ يَغضَبُ
  ألَا حَبَّذَا قَرعُ الحَوَاجِبِ بِالظِّبَا ... وسُمرُ العَوَالِي فِي النُّحُورِ تُقَضَّبُ
  وصَبٍّي لِرَأسِ الأعوَجِيِّ عَلَى العِدَى ... وحُمرُ الدِّمَا مِن عَارِضَيَّ تَصَبَّبُ
  فَيَا حَبَّذَا قَولُ المُنَادِي بِسحرَةٍ ... ألَا طَالَ هَذَا اللَّيلُ يَا قَومِ فَاركَبُوا
  أَغِيرُوا أغيرُوا لَا أبَاً لِأَبِيكُمُ ... أَتِمُّوا رؤوسَ الخيلِ لا تَتَهَيَّبُوا
  وَجَمعِيَ للأعرَاجِ والصُّبحُ أَشهَبٌ ... وَسَيرِي أَمَامَ الخَيلِ والليلُ أخطبُ
  وَقَولِي لِخَيلِي لَا تَهُلكُم جُمُوعُهُم ... وشُدُّوا عَلَيهِم تَقتُلُوهُم وتَسْلِبُوا
  ألَا هَل لِأمرٍ شَاءَهُ اللهُ دَافِعٌ ... وهَل لِقَتِيلٍ كَادَهُ اللهُ مَهرَبُ
(١) يوم عصبصب: أي شديد.
(٢) السخت: الشديد، والحطامي: الدروع الثقيلة العريضة، التي تكسر السيوف، وهي منسوبة إلى حطمة بن محارب.
(٣) جاءت الخيل رهواً: أي متتابعة يتبع بعضها بعضاً، وسيرها سريع، والرعال القطعة من الخيل متقدمة.