السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

صفته #

صفحة 25 - الجزء 1

  وصفاء، قد كسي الكمال والمهابة والجمال حتى فاق أهل عصره في خلقه، كما فاقهم في خلقه.

  ولقد روى لنا بعضهم: أنه رآه في حال صباه وعنفوان شبابه، وأنه إذا سجد يرى نور وجهه فيما يحاذيه يتردد كما يتردد نور الشمس عند وقوعه من الماء في الجدار.

  مات # وقد غلب الشيب على عارضيه خاصة.

  وقال له بعضهم: يخضب عارضيه، فقال بديهاً:

  قالوا اخضُبِ الشَّيبَ إنَّ الشَّيبَ مَنْقَصَةٌ ... فِي أعيُنِ الرَّشُئيَّاتِ الرَّعَادِيدِ⁣(⁣١)

  فقلتُ ذاك كما قلتُم وهيبتُهُ ... نقيضُ قولِكُم فِي أعينِ الصِّيد

  نحنُ الذين ضَرَبنَا النَّاسَ عن عَرضٍ ... على البياضِ فهل نَرضَى بتسوِيد

  وكان # صادق الحدس، قوي الفراسة، يعرف بذلك من خبره من المخالطين، ويعد باليقين من جملة المحدثين، ولكم من أمر أخبر به قبل أوانه بالحدس فكان كذلك، وهو معنى قول النبي ÷: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله».

  قال الشاعر:

  الالمعي الذي يظن بك الظـ ... ـن كأن قد رأى وقد سمعا


(١) الرشئيات: المراد به تشبيه النساء بالظباء لحسنهن وجمالهن، لأن الرشأ من أسماء الظبى. وامرأة رعديدة: يترجرج لحمها من نعمتها، أو هي الناعمة الحسنة.