صفته #
  وصفاء، قد كسي الكمال والمهابة والجمال حتى فاق أهل عصره في خلقه، كما فاقهم في خلقه.
  ولقد روى لنا بعضهم: أنه رآه في حال صباه وعنفوان شبابه، وأنه إذا سجد يرى نور وجهه فيما يحاذيه يتردد كما يتردد نور الشمس عند وقوعه من الماء في الجدار.
  مات # وقد غلب الشيب على عارضيه خاصة.
  وقال له بعضهم: يخضب عارضيه، فقال بديهاً:
  قالوا اخضُبِ الشَّيبَ إنَّ الشَّيبَ مَنْقَصَةٌ ... فِي أعيُنِ الرَّشُئيَّاتِ الرَّعَادِيدِ(١)
  فقلتُ ذاك كما قلتُم وهيبتُهُ ... نقيضُ قولِكُم فِي أعينِ الصِّيد
  نحنُ الذين ضَرَبنَا النَّاسَ عن عَرضٍ ... على البياضِ فهل نَرضَى بتسوِيد
  وكان # صادق الحدس، قوي الفراسة، يعرف بذلك من خبره من المخالطين، ويعد باليقين من جملة المحدثين، ولكم من أمر أخبر به قبل أوانه بالحدس فكان كذلك، وهو معنى قول النبي ÷: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله».
  قال الشاعر:
  الالمعي الذي يظن بك الظـ ... ـن كأن قد رأى وقد سمعا
(١) الرشئيات: المراد به تشبيه النساء بالظباء لحسنهن وجمالهن، لأن الرشأ من أسماء الظبى. وامرأة رعديدة: يترجرج لحمها من نعمتها، أو هي الناعمة الحسنة.