السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[كلام الفقيه أبي القاسم يدعو الناس إلى البيعة في الملقى الكبير]

صفحة 265 - الجزء 1

  حمير، وناحية حضور المصانع، فقام هنالك، وقال - بعد الثناء على الله تعالى، والصلاة على محمد وآله -:

  يا معشر القبائل، ويا أسود الجحافل، ويا خطباء المحافل، ويا معشر المسلمين خاصة دون الناس عامة، إني قائل فاسمعوا، فإذا سمعتم فعوا.

  اعلموا أن الأمر الذي كنتم تطلبونه، والنور الذي كنتم تَوقعُونَه، وتعدون له الليالي والأيام، والشهور والأعوام، ها هو في عترة نبيئكم ÷ قد لمع، وضياؤه قد سطع، وقائمهم للفضائل قد جمع، وفي العلم قد برع، وفارق الطمع، وباشر الورع، وفارق الراحة، وجانب الاستراحة، واشتدت على الظالمين شكيمته، وتقوت عزيمته، وغزرت ديمته، وعلت قيمته، وقام لله تعالى راغباً، ولأعدائه مناصباً، ولصلت جبينه ناصباً، حين بُدلت الأحكام، وعُطلت شرائع الإسلام، وشرب المدام، وارتكبت الآثام، واستغني عن الحلال بالحرام، وكثر الفساد بالبلاد، واستطالت أيدي أهل العناد، فبايعه السادة الأجلاء، والكبراء الفضلاء، أهل السؤدد الباذخ، والشرف الشامخ، والعلم البارع، والورع الذائع، من أهل بيت محمد ÷ وغيرهم من أولياء الله المتقين، والعلماء المخلصين، وأهل الورع واليقين، بعد الاعتبار، والسبر والاختبار، فوجدوه خِضَمَّاً لا تنزفه الدلاء، وطوداً لايناله الارتقاء، وليثاً لا تهوله الأهوال، ولا تقوم بصولته الأبطال، وحساماً لا تقوم له الجُنَن، ولاتروعه الفتن، وعزاماً لا يصاحبه الوسن، وجندلة تدمي منها المحاجم، وتتحاماها المراجم، فاحصدوا - رحمكم الله - ناجم الشك، وتعاونوا على حصاد أولي الإفك، وسابقوا إلى بيعته، وسيروا إلى طاعته، تحيوا سعداء، وتموتوا شهداء، فإن عترة نبييكم - صلى الله عليه - هم السادة القادة،