السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[وصول القاضي محمد بن نشوان إلى الإمام وقصيدته في مدح الإمام]

صفحة 284 - الجزء 1

  حمدًا لمن طهر الدنيا ونَوَّرَهَا ... بنور وجه جميل منك مسعودِ

  بدا فأبدى رياض الحق مونقةً ... بالعدل مُفْتَرَّةً مخضرةَ العُودِ

  أنت الإمام الذي أحيا الهدى ورعى ... سرح المعالي برفد منه مرفودِ

  أنت الذي لم يكدر صفوَ نعمتِه ... مَنٌّ ولا شابها خلفُ المواعِيدِ

  يا أيها الناس قد نادى إمامُكم ... فاسعوا إليه بتشمير وتجرِيدِ

  عبدُ الإله الذي جاد الإلهُ به ... فشد ما كان منا غير مشدودِ

  إن ابن حمزة مذ نيطت تمائِمُه ... أحيا الذي مات من أبائه الصِّيدِ

  آل النبي وأبناء الوصي ومَن ... لهم على الناس فضلٌ غيرُ مجحُودِ

  لهم مناقب من عين ومن أثر ... تَجِلُّ في الوصف أن تحصى بتعدِيدِ

  هذا الإمام الذي كنا نؤمله ... وكان يروى بتصحيح الأسانيدِ

  فالحمد لله إذ أعطى إرادتنا ... فيه وقربها من بعد تبعيدِ

  قد اختبرناه خُبرَ العارفين له ... حق اليقين ولم نقنع بتقليدِ

  فكان في الخُبر أوفى منه في خَبَر ... مستحسن كنسيم المسك محمودِ

  جئنا إليه فأولانا الجميل ولم ... يرض القليل ولم يبخل بموجودِ

  يا من يعز علي البعدُ منه ومن ... أَعُدُّ طاعتَهُ نُسكاً لمعبودي

  نفسي فداؤك والأقوام كلهم ... من المكاره لو أن امرءاً فُودِي

  ولو تخلدَ في الدنيا أخو كرم ... لكنت أجدر من يحظى بتخليدِ

  آن الرحيل وصبري اليوم عيل فجُدْ ... بحسنِ فَسحٍ وجود منك معهودِ

  لولا الشواغل لم أسمح ببعدك في ... قيد من الفترِ بل بعض من القيدِ

  ما هاج قلبي أولاد ولا وطن ... ولا اشتياق إلى البيض الأماليد

  لكن شواغل دهر ما علقت به ... من غيرها عادني من همها عيدِي