قصة الخروج إلى درب ظالم بالجوف الأعلى والاستظهار عليه
قصة الخروج إلى درب ظالم(١) بالجوف الأعلى والاستظهار عليه
  نكث أهله بيعة الإمام #، ونقضوا العهود، ووثبوا على بني عمهم بسوق دعام فأخذوهم وأخربوا شيئاً من دورهم، وبغوا عليهم، وهم في ذمة الإمام وأمانه، وأظهروا الخلاف، وبلغ الخبر إلى صعدة، وذلك في آخر شعبان من سنة أربع وتسعين، ووصل على عَقِبِهِ الأمير صارم الدين إبراهيم بن حمزة وهو المتولي أمر الجوف، ووافق ذلك اجتماع الأمراء شمس الدين وبدره يحيى ومحمد ابني أحمد، وعماد الدين يحيى بن حمزة، وحسام الدين علي بن المحسن، فاجتمع رأيهم على العود إلى الجوف، وعلى تقدم الأمير يحيى بن حمزة وعلي بن المحسن إلى بلاد خولان بالقد اليماني.
  وكان الأمير محمد بن أحمد يريد التوجه إلى راحة(٢) لإصلاح أمور حدثت فيها، وفساد وقع من قوم من يام في الطريق، فنهض وأصلح أحوالها وشد على المفسدين فيها، واستقرت الأوامر بها.
  وتقدم الأميران المذكوران إلى بلاد خولان وكان عندهم جدب عظيم من قلة المطر، فكان من ألطاف الله إنزال المطر موافقاً لوصولهما، ووصل إليهما قوم من مرَّان إذ لم يكن وقع عندهم من ذلك المطر شيء، فقالوا: لا نعقد لكما بالمخرج حتى تطيا بلادنا فإنا نرجو أن تلحظنا بركة قدومكما كما لحظت غيرنا، فتقدما معهم فسقاهم الله مطراً هنيئاً سالت منه أوديتهم، فكان لطفًا من الله في تقريبهم إلى النهوض للمخرج رغبة في الجهاد وتحصيل الثواب.
(١) درب ظالم: يسمى درب الزاهر، والزاهر: بلد بناحية الجوف، يضم عدداً من المناطق.
(٢) واد في بلاد جنب، وتنسب إليهم راحة بني شريف في بلاد عسير، وهي اليوم ضمن النفوذ السعودي.