السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[فتح الجنات]

صفحة 295 - الجزء 1

[فتح الجنات]

  وكانت الجنات⁣(⁣١) يومئذٍ مستقراً للغز وفيها رتبة لهم قوية، فأمر الإمام # الأمير ذا الكفايتين صفي الدين محمد بن إبراهيم بجمع العساكر من المشرق - من مرهبة وعذر وبكيل وحاشد وغيرهم -، ووعده اللقاء إلى الجنات ليوم معلوم، وتقدم الأمير الفاضل العفيف، والسلطان عمرو بن علي بن حاتم، والسلطان جكو بن محمد بالأجناد الذين معهم، والعساكر من جهة بلاد حمير وكوكبان وأعماله بلقائه إلى الجنات، فلما علمت الرتبة من الغز انهزمت إلى صنعاء، فأخذت الزرائع، وأخربت الدور التي على الآبار، وتودوا بعد ذلك بشيء من المال، وسلموا الرهائن على الطاعة، ونهض السلطان جكو بن محمد يريد التوجه إلى مخاليف صنعاء، فأتى ريعان⁣(⁣٢) فأخذ منها غنائم كثيرة، وقُتل رجل من أصحابه، وراح إلى شبام.

  ووصل الأمير عماد الدين من الجوف بقدر ثلاثين فارساً إلى شبام في أول شهر ذي الحجة من سنة أربع وتسعين.

  ووصل أغنام كثيرة من برط⁣(⁣٣) وأملح وبلاد وايلة وبلاد سفيان، وخيل من جهة صعدة مشتراة، وأحمال تمر من نجران، وأحمال زبيب من المشرق، ففرقها الإمام على الأجناد وغيرهم، وعجب الكل من ذلك، ولم يكن أحد يظن أن أمره قد نفذ في هذه البلاد النازحة.


(١) الجنات: مدينة أثرية في قاع البون، تقع بالجهة الشمالية الشرقية من عمران.

(٢) ريعان - بفتح الراء: قرية لها سور تطل على وادي لؤلؤة الشهير من مخلاف مأذون ووادي ضهر، وإليها ينسب سد ريعان الأثري القديم، يقع غربي صنعاء، بعد منطقة الصباحة.

(٣) برط: ناحية واسعة يسكنها قبائل ذو غيلان.