السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[بيعة شمس الخواص ومن معه من الغز وبعض فضائله (ع)]

صفحة 307 - الجزء 1

  درب الفاربي شيء يتجاوز الوصف، حتى جرى مثل السيل، بلغ مجراه قدر مائة وأربعين ذراعاً.

  ولما استقر الإمام # بصنعاء جعل ولاية المدينة إلى الأمير علي بن موسى العلوي.

  وجعل القضاء ونفاذ الأحكام إلى القاضي سري بن إبراهيم - وكان صاحب القضاء في دولة الغز -، وكان أشعري المذهب، شافعي الفقه، وله معرفة طائلة.

  فلما حضر مجلس الإمام وسمع الأسئلة الواردة عليه والإجابة عن كل مسألة، وتبين له الحق، أظهر الرجوع عن مذهبه إلى مذهب أهل العدل والتوحيد، وأشهد على نفسه بذلك، وكتب له منشور بالقضاء، وفيه ذكر رجوعه.

  [ومما قاله الحسن بن عزوي العصيفري من شعره يوم فتح الإمام لصنعاء:

  ظهرت حجة العلي الكبير ... بالإمام المؤيد المنصور

  بسليل النبي من طاهر العتـ ... ـرة من فرع شبر وشبير

  ألبس الناس من محياه نوراً ... قد بدا والأنام في ديجور

  وعليه من الجلالة بردٌ ... ليس من سندس ولا من حرير

  ومحيط به مهابة عزم ... فهي سور عليه من غير سور

  ذا ابن من سبح الحصى في يديه ... واستقى للحجيج وجه الهجير

  ذا ابن خير الأنام عن وحي جبريـ ... ـل وقول النبي يوم الغديرِ]⁣(⁣١)


(١) ما بين القوسين من مطلع البدور من ترجمة الحسن بن عزوي، ولعله من النقص الموجود في السيرة.