السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدته شاكرا لأهل الجوف في القود بثأر علي بن المحسن]

صفحة 326 - الجزء 1

  يَهَالُ لَهَا عربٌ وعُجمٌ وإنَّهَا ... تُشيِّبُ رَأسَ الطِّفلِ قَبلَ فِطَامِ⁣(⁣١)

  أنَا القائم المنصُورُ مَنصُورُ هَاشِمٍ ... حُسَامٌ رَقِيقُ الحًدّ غيرُ كُهَامِ⁣(⁣٢)

  وَلِي نَفسُ حُرِّ الوَالِدَينِ مُهذَّبٍ ... ونَفسُ عِصَامٍ قد سَمَت بِعِصَامِ⁣(⁣٣)

  إَذَا رُمتُ أمرَاً لَمْ تُمَنَّعْ صِعَابُهُ ... وأدنَت رُؤوسَاً جُنَّحَاً لِحُطَام

  فَلَا تَجزَعَا إن كَانَ للحربِ جَوْلةٌ ... فليس بأيدِي الحاَدِثَاتِ زِمَامِي

  تَحَمَّلتُ أعباءَ الحَوادثِ يَافِعَاً ... فَأكرِم بِحَمَّالِ الخطُوُبِ غُلَام

  أَبِي فَارسُ الإسلامِ غَيرُ مُدَافَعٍ ... عَليٌّ إمَامُ الحقِّ خيرُ إمَام

  أشدُّ قُريشٍ فِي الهِيَاجِ شَكيمَةً ... وأقدمُهُم فِي يوم كُلِّ صِدَام

  فَمِن أين يَعرُونِي اضطرِابٌ إذا القَنَا ... سَمَت بِنُجوُمٍ فِي سَمَاءِ قُتَام

  فَيَا رَاكِبَاً إمَّا عَرضْتَ فَبَلِّغَنْ ... بَنِي هَاشِمٍ قَومِي الغَدَاةَ نِظَامِي

  وأبناءَ قحطانٍ وعدنانَ عن يَدٍ ... وكلَّ كريم الوَالِدَينِ مُحَامِي

  وقُل لَهُمُ مَا عُذْرُكم عند رَبِّكم ... إذا قادَكُم بارَيكُمُ بِخُطَام

  وقلتُ له يَا ربِّ لَمْ ينصروا الهُدى ... وقد ذُدتُ عن أديانِهِم بِحُسَامِي

  ألَا رُبَّ مفتونٍ بعَاجِلِ نِقمَةٍ ... عَمٍ عن طريقِ الحَقِّ أو مُتَعَامِي

  وكم بَاسِطٍ للعهدِ كَفَاً كَأنَّهُ ... لِغفلَتِهِ قد مَدَّهَا لِسَلاَم

  هو العهدُ والميثاقُ فَالتَزِمُوا بِهِ ... أَأنتم نِيامٌ أَمْ شَبِيهُ نِيَام

  تُهَنُّونَنِي بالفَتْح عندَ قُدُمِهِ ... وتَنأَونَ عَنِّي والنُّحُورُ دَوَامِي

  أَهَذَا من الإنصَافِ مَا نفعُ حَامِلٍ ... إذَا وضَعَتْ حَملاً لِغيرِ تَمَام


(١) هاله الشيء: أفزعه.

(٢) سيف كَهَام كسَحاب كليل الحد.

(٣) يعني أنه اكتسب شمائل الصفات، وكرائم الخلال بنفسه، وبمكانة آبائه وأجداده، فجمع الأمرين معاً.