السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

قصة فدة وحربها وخروج شهاب منها

صفحة 363 - الجزء 1

قصة فِدَة وحربها وخروج شهاب منها

  كان المتولي بها من جهة الإمام #: الشريف الحسين بن الحسن بن إبراهيم بن حمزة بن يحيى الحمزي وهو يومئذ حدث السن في جماعة من الشرفاء وغيرهم قدر أربعة وعشرين رجلاً في الدار المسعودة.

  والمتولي من قبل سيف الدين: يوسف بن حبيب في نيف وثلاثين رجلاً مختارين من الغز في العنقاء، وكل واحد من هذين الموضعين يمنع من فيها.

  قال الشريف الحسين بن الحسن: كنت قد تقدمت إلى صنعاء في جماعة من أصحابي لوداع الإمام # وطلب شيء لمن معي، فاستودعت الإمام ورحت إلى المدينة وإذا بخيل جائزة تريد نهج فدة فخرجت في إثرها، فعرفت شجاع ابن أخت سيف الدين وأخبر بقتل سيف الدين، فكتبت إلى الأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم أعلمه بالخبر، وطلع شجاع إلى الحصن يريد أخذ المال، ولم يملك نفسه من البكاء فأحس شهاب ومن معه بذلك، وتقدمت إلى أصحابي إلى المسعودة وما بقينا سوى سبعة رجال، فما كان إلا قليلاً وقد أخرجوا شجاعاً والوالي من العنقاء وراح إلى شبام بالخيل التي معه، وفكوا القيود من شهاب وأصحابه، وحلفوا له وأظهروا الخلاف، ونجم نفاقهم وعزموا على أخذنا في المسعودة، فانقبضنا منهم وحاربناهم، فأمر إلينا رجل من الغز يريد الخديعة والمكر حتى يتمكن منا، وقال: نوديكم وتسلم أرواحكم وسلاحكم، فلم نصغ إليه سمعاً، بعد أن أعلمنا بما جرى على سيف الدين.