السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[نهوض الإمام إلى الظاهر ووصول الأمير هلدري إليه]

صفحة 372 - الجزء 1

[نهوض الإمام إلى الظاهر ووصول الأمير هلدري إليه]

  ونهض الإمام # يريد الظاهر، فأمسى بالهجر وأقام بها أياماً مع كراهة شديدة من أهلها، وبلغ إليه خبر أنهم قد عاملوا الغز الذين في الجنات فيه وفي من معه، وأحكموا رأيهم على أنهم يتركون باب القرية مفتوحاً، ويتقدم منهم جماعة إلى الجنَّات فيأتون بالغز في الليل.

  فنهض # إلى أثافت في رجب من سنة خمس وتسعين بعد أن أمر رجلاً من أصحابه إلى تهامة إلى الأمير هلدري بن محمد المرواني، وكان عند الأمير المؤيد بن القاسم بن غانم هارباً من إسماعيل، وهو من أكبر الكرد، وأشدهم عزيمة وبأساً، وكان سيف الإسلام يخاف منه على نفسه فكان إذا ركب معه من جملة الجند لم يحمل سلاحاً، وكان قد أساء إليه وقيده، وأمر به في البحر إلى جهة الشام، فرجع إلى اليمن وأقام في تهامة يغير في أطرافها، ونسب نفسه إلى طاعة الإمام #، فلما وصله رسوله استرّ بذلك وبادر إلى الإجابة، ووصل إلى أثافت في شهر شعبان من السنة المذكورة، فتلقاه الإمام بالإكرام ورفع منزلته، وسأله التقدم على الجند والسلطنة، ففعل له الإمام ذلك وأمر الأشراف والجند وسائر الناس بالركوب معه، وحمل الغاشية بين يديه، وكتب له منشوراً، وانتشر ذكره، والتأم الجند إليه، وتقوى الأمر بوصوله.