السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[مقتل الأمير يحيى بن الإمام أحمد]

صفحة 387 - الجزء 1

  الإمام # من ضرب له خيمة في شق المحطة، ووكل بحفظه، وأقام الإمام # أياماً لخراب القرية وتحريقها بالنار.

  وقتل في جملة القتلى عمرو بن قاسم من بني محفوظ - وكان من أقوى أعوان الظلم، وأعظمهم فساداً، وكان والياً في الظاهر في دولة الغز، وأبوه من قبله في دولة آل حاتم، وقد كان تقرب للولاية مع الأمير يحيى بن أحمد -.

[مقتل الأمير يحيى بن الإمام أحمد]

  ونهض الإمام # إلى أثافت والأمير يحيى في الأسر فنزل في دار، ولم يضيق عليه، ولا منع أحداً ممن يريد الدخول إليه، فعمل مكيدة مع الجماعة الحافظين له بأن أطعمهم طعاماً قد جعل فيه البنج، وعامل جماعة على أن يكمنوا بظاهر البلد بالسلاح، فلما سكر الجماعة الذين عنده وصاروا كالمجانين، وكان عندهم الشيخ المكين فخر الدين مرحب بن سليمان السهلي ولم يأكل معهم من الطعام إلا يسيراً، وكان قد أحسّ بذلك فكان يلفظ الطعام من فيه إلى جيبه فلم يتغير حاله، ولم يضره، وأحس مرحب بالقوم بالقرب من الدار وتحركاتهم ونباح الكلاب، فازداد حزماً، وخشي أن يدخل عليه القوم فيأخذون الأمير قهراً، فأمر إلى الإمام # يعلمه بالخبر، وقام الأمير يريد الخروج وقد فك القيد بغير علمٍ منهم، فقبض مرحب على سلاحه، وأخذ حجراً بيده، وخرج الأمير يريد موضعاً من جانب الدار فسبقه إليه مرحب، وحال بينه وبينه فقعد كأنه يقضي الحاجة، ثم عاد إلى البيت ولم يتمكن من مرحب بن سليمان، ولو تمكن منه لما سلم من شره.