السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[نكث أهل الجوف وغاراتهم على أهل القرى]

صفحة 477 - الجزء 1

  إبلاع الحق وما يجب لبني بطين، وتقدم الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة مع علي بن حجاج لتسع خلون من ربيع الأول.

  ووصل الأميران الكبيران المنتصر بالله العفيف محمد بن المفضل، والأمير نظام الدين أبو الفتح بن محمد في جماعة من الشيعة بعد تقدمهما إلى الأمير شيخ آل الرسول إلى ثلا، وسألوه المعونة لهم على الإمام بالقود إلى صنعاء وأعمالها، ووقعت العناية في ذلك فأجابهم بأنه لا رأي لنا مع رأي الإمام #، فتقدموا منه.

[نكث أهل الجوف وغاراتهم على أهل القرى]

  ووافق وصولهم وصول بريد من الجوف بكتاب من الأمير صارم الدين إبراهيم بن حمزة يذكر أن راشد بن منيف وعزان بن فليتة نكثا البيعة، ونقضا العهد، وقادا إلى الجوف في خيل كثيرة، فرعوا زرع القرى لبني دالان⁣(⁣١)، وأنهم مستمرون على رعي الجوف والفساد، إن لم تقع المبادرة بالغارة.

  فحينئذ أمر للسلطان وفرق للعسكر والجند مالاً وأمرهم بالتأهب، فصدر مائة وخمسون فارساً ضحوة النهار، يوم الأربعاء مستهل شهر ربيع الآخر، وشيعهم الإمام # إلى ظاهر البلد، ودعا لهم بالنصر على المفسدين، وأمرهم بتقوى الله والعمل بما يرضيه، وعاد لتمام قضاء حوائج السلطان زيد بن علي بن حاتم، وقد كان أتى إليه في جماعة من قرابته يطلبون النصرة من الإمام على أنهم يثيرون الحرب، ويباينون الغز، وسألوا أشياء للحصون، فجعل لكل حصن ما يقوم بمن فيه من الديوان، وغرمهم من الحقوق الواجبة، وسلموا الحصون ودخلوا في


(١) بنو دالان: من وادعة حاشد، وتقع ديارهم في الجوف.