السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[قصيدتان لعلي بن سليمان الحيدرة في مدح الإمام #]

صفحة 479 - الجزء 1

  وتغدوا من ظفائرها صباحاً ... بأشراك فتقتنص الأسودا

  فدع عنك امرأ لم يعنَ صبراً ... ولم يطعم وإن هجدت هجودا

  سبته الغانيات وأنت سالٍ ... فلمت ومن سلى لام العميدا

  فقد بذ التجلد دمعُ صبٍّ ... يخدُّ بفضل مجراه الخدودا

  كما بذَّ ابنُ حمزةَ نيلَ مصر ... بنائل كفه كرماً وجودا

  إمام سابق قامت عليه ... دلائل عدل دولته شهودا

  خليفة رحمة وسع البرايا ... هدى فندى فأوسعهم مزيدا

  كأن بنانه للمال ضدٌّ ... فما يبقي الطريف ولا التليدا

  أعفُّ العالمين يداً ونفساً ... وأكرمهم إذا انتسبوا جدودا

  أبوه المصطفى أكرم بهذا ... أباً متخَيَّرَاً وبذا وليدا

  أقام عمود دين الله حتى اسـ ... ـستقام وكان منآداً وئيدا

  أباد عداته عنه فبادت ... وما كانت تظن بأن تبيدا

  أباحَ لهم صعاداً ظاميات ... فروى من دمائهم الصعيدا

  وأغمد في الطلى والهام بيضاً ... رقاقًا حين فارقت الغمودا

  وبزّ ذوي الممالك كل ملك ... فأضحوا تحت قدرته عبيدا

  وكم من مرتد برداء كبر ... فأعقبه السلاسل والقيودا

  ومضطهد أعزَّ وكان ممن ... يقاسي وَدَّ لو عدم الوجودا

  هو المنصور أيده بنصر ... إله العالمين فلا جحودا

  تميد بأهلها الأقطار رعبَاً ... إذا عقدت أنامله البنودا

  كما نصر النبي مسيرَ شهر ... برعب يصدع الحجر الشديدا

  سيهدم عن قريب درب صنعا ... ويوطي ساحة الجَنَدِ الجنودا

  ويعدن في قرى عدن ويرمي ... على جرد كنانته زبيدا