السيرة الشريفة المنصورية ج1،

فاضل بن عباس بن دعثم (المتوفى: 700 هـ)

[الاستظهار على الناكثين من أهل الجوف في غزوة سراقة]

صفحة 481 - الجزء 1

  يتجاهلون وقد رأوا ... منك الذي بهر العقولا

  نسأوا الصلاة وأمسكوا ... ما عُونَهم طراً غلولا

  وتمسكوا باسم الإما ... مة كي ينالوا منك سولا

  جبناً وبخلاً بالنفو ... س وما حوت هُبِلُوا هُبُولا

  أوَ يؤثروا الدنيا فإن ... وراءهم يوماً ثقيلا

  فالبس لهم سربال حلـ ... ـمك واصفح الصفح الجميلا

[الاستظهار على الناكثين من أهل الجوف في غزوة سراقة]

  وأتى البريد من الجوف مبشراً من الجوف لثمان ليال بقين من شهر ربيع الآخر، بما فتح الله به من الاستظهار على أعداء الله.

  هذا بعد أن كان البدو قد رعوا زرع القرى، وقتلوا من أهل الجوف في لُقيَة عشرين رجلاً، وربطوا ثلاثين، وجاءهم النذير وهم على النهوض إلى درب ظالم بأموالهم، فانهزموا شر هزيمة، ووصلت الخيل المنصورة إلى الجوف الأعلى بكرة يوم الجمعة فأتوها بليلة واحدة، وعرضوا بسراقة، واستدعاهم عزان بن فليتة للوقوف فلم يساعدوه، فترك في سراقة ثلاثين فارساً مع أهلها ونجا بنفسه.

  فلما أصبح فاجأتهم الخيل والجنود المنصورة فبرزت خيلهم للطراد، فحمل فيها الشريف محمد بن الحسين الحرابي الينبعي فجمعها إلى الباب، وأرسل كل منهم إليه ما كان بيده من الحراب والحجارة فأصيب في رأسه بزرقة، وأصيب فرسه باثنتين في رقبته فصرعه الفرس، وطمع العدو في حوزه، فوقع عليه قتال شديد من الفريقين جميعاً، وحارب دونه من أصحابه أخوه علي بن الحسين بن مفرح الحرابي، والأمير