الإقامة بلحملم وغزوة سراقة
  وصار ما أبرم البِدوانُ منبتكاً ... والصدق يمحو كما قد شاهدوا الكذبا
  ووصل القضاة آل نشوان في عسكر من خولان أهل حيدان وما يليه من الأديم ومران والرعا وبني ذؤيب والجعاشن وشعب حي قدر سبعمائة، فأمرهم بالتقدم إلى جهة بني أعشب وميتك.
  ثم نهض الإمام متوجهاً إلى حجة بعد استحكام الأمر، وقبض الرهائن، يوم السبت لخمس بقين من شهر ربيع الآخر، فوصل إلى ميتك وأتاه أهل البلاد سامعين مطيعين، وفي جملتهم قوم من بني شاور يقال: الأدبلة كانوا قد انقلعوا من مساكنهم من الجوف فيما بينهم فأصلح أحوالهم وأعادهم إلى مساكنهم.
  وأتى كتاب من السلطان يستورد أمر الإمام # فأتاه كتاب بالنهوض إلى جهة تهامة، ونهض إلى حجة في عسكر عظيم، وكان صحبته السلطان محمد بن الحسين بن الأمير، من بني المنتاب، وصل إلى حلملم في جماعة من أصحابه مطيعين لأمره مسلمين لخيلهم إليه، ثم لم يفارق الإمام مدة طويلة بحجة.
  ولما وصل إلى حصن قليع تلقاه أهل البلاد بالامتثال والطاعة، وقد كان الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة طلب من أهل البلاد تسليم الواجبات عليهم من الحقوق منذ قيام الإمام # وظهور دعوته، فشق عليه ذلك فوقع الصلح على تسليم ثلاثين ألف دينار سبائية معونة على أمر الجهاد في سبيل الله، فقبل ذلك منهم وفرقه فيهم كل على قدر احتماله، واقتسموا العسكر في بلادهم، وأتى كل منهم بما عنده.