[قصيدة الإمام (ع) لم أتاه الخبر بأخذ نجران]
  وأسمراً مثلَ شُجَاعِ الغَضَى ... لَدْنٌ له مَشْرَعَةٌ فِي الفؤادْ(١)
  أقْضِي به الحاجَاتِ إن الفتى ... رَهنٌ لأسباب الرّدى والنَّفَادْ
  أبِي الذي سَنّ القِرى لِلورى ... من دون قارٍ فِي البَريا وَتَآدْ(٢)
  وأحْمدٌ جدّي أكرمْ بِهِ ... وحَيْدرُ الصَّابِرُ يومَ الجِلَادْ
  والحَسَنُ الحاكي نَبِيَّ الهدى ... في خلقِهِ والسُّؤدَدِ المُستفَادْ
  مَنَاسِبٌ هلْ بعدها لامرءٍ ... ذي إِرْبَةٍ فِي نسَبٍ مُستَزَادْ
  فهل صُعَيْبٌ عَالمٌ كُنْهَ مَنْ ... حَارَبَ أَمْ جَنّبَ طُرْقَ السدادْ(٣)
  يا صَعبُ حَمْداً للّذي صَيّرَ الصعـ ... ـعْبَ على الحالاتِ طوعَ القِيَادْ(٤)
  لَمَّا طردناه كَبَى جَاثِياً ... والصّعبُ لا يَدْفَعُ شَأوَ الجَوَادْ(٥)
  لم يَعلم الصّعبُ بأني امرؤٌ ... إذا بَدَى فِي حربِ قومٍ أعَادْ
  سَائِلْ بِنَا التركَ وألفَافَها ... والكُردَ أحلاسَ متونِ الجيَادْ(٦)
= الجُرْشُع كقُنْفُذ: العظيم من الإبل والخيل، أو العظيم الصدر، والمَصاد: كسحاب: اسم جبل، ويطلق على أعلى الجبل.
(١) الأسمر: الرمح، والشُّجاع - بالضم والكسر -: الحية الذكر، وقيل: الخبيث المارد من الحيات، والغضى: شجر معروف، واللدن: اللين، والمشرعة: التوجه والقصد، شبه الرمح في لينه وسرعته وتوجهه بالحية التي تؤثر في من تلدغ.
(٢) يريد بأبيه: إبراهيم الخليل # فانه أول من أكرم الضيف كما حكى الله تعالى في قوله: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ٢٦}.
(٣) هو صعيب بن منصور اليامي وكان أصل الخلاف فِي نجران بسببه وعلى يديه.
(٤) وفي هذا البيت يذكر الإمام # أن صعيب اليامي رجع وترك خلافه، وذلك عند قدوم الأمير علم الدين سليمان بن موسى الحمزي إلى نجران، فإنه قربه ولاطفه وأنسه وأحسن فِي مثواه.
(٥) الصعب: ولد الحمار، والشأو: السبق، والجواد: الفرس.
(٦) جمع حِلس: الثابت في مكانه لا يبرح، أو حَلس بالفتح: وهو الشجاع.