وأما علمه #
  وكان من محاسن تصانيفه في حال صباه ودراسته عند شيخه حسام الدين قدس الله روحه كتاب (الشفافة)، وهو جواب رسالة أنشأها رجل من أهل مصر، ووسمها (بالرسالة الطوافة إلى العلماء كافة) تشتمل على مسائل في الاصول، بألفاظ يغلب على كثير منها التعقيد والتعجيز، وهي نيف وأربعون مسألة، وموردها أشعري متفلسف، فطافت على كثير من البلدان، فما تصدى عالم لجوابها، ولا رام فتح بابها، حتى انتهت إلى الشيخ المقدم ذكره؛ لانه كان في علم الكلام شمساً مشرقة على الانام، وحبراً من أحبار الاسلام، فأمر ¥ الامامَ أن يجيب عنها، فأجاب # بأحسن جواب، وأوضح خطاب، مع الايجاز في الالفاظ والاستيفاء للمعاني، فجاءت حالية الجِيد، محاكية للعقد الفريد.
  وقال # فيها - بعد حمد الله تعالى والثناء عليه، والصلاة على محمد ÷ -: فإن الرسالة الطوافة انتهت إلينا إلى أرض اليمن، قاطعة خطامها، حاسرة لثامها، تقطع المجاهل والجهول، وتصعد معاقل الوعول، كم واد جزعت، ومَرْتٍ قطعت، وشامخ طلعت](١).
= وأما مكاتباته فله الكثير من المكاتبات إلى ملوك عصره وسلاطين وقته، وإلى أهل ولايته وطاعته، وإلى بعض عماله، وإلى بعض البلدان، وقد طبع مجموع مكاتباته #، ضمن إصدارات مؤسسة الإمام زيد #، بتحقيق الأستاذ المحقق عبدالسلام عباس الوجيه كتب الله أجره.
(١) إلى هنا انتهت الإضافات وما بعد القوس بداية السيرة المنصورية، وقد توخيت بقدر المستطاع المباحث المقاربة التي تعوض ما نقص من السيرة.