ذكر سماحته وجوده #
  جهة عز الدين عزَّان بن سعد(١)، ومن جهة الفقيه ركن الدين سليمان بن ناصر السحامي ومن غيرهما، فينفق الجميع من عير بخل به ولا ادخار عليه.
  وسمعته # يقول: حصل لي من البر والنذور في مدة الإقامة بصنعاء وهي أربعة أشهر ما حسبه بعض الأصحاب ثمانية آلاف دينار، فنفق جميعًا، وما بقي منه إلا درع شريته أو قيمة فرسين، ولعل ذلك يكون ألف دينار، فأما ما يخص أهلاً أو ولدًا فما صار إليهم منه شيء بالجملة.
  وروى الشريف الفاضل قاسم بن يحيى أنه حصل للإمام # على يديه من البر قدر ثلاثة آلاف دينار في مدة قريبة في صعدة، فما صار إليه منها لأهله وخيله ومماليكه وما يختص به على الاحتياط ما يبلغ خمسمائة دينار، وأنفق سائر ذلك مع ما يحصل إلى بيت المال، وحصل من باقي دية أخيه محمد بن حمزة ¥ خمسة آلاف دينار فأنفقها مع ما حصل من حجة وأعمالها، وهو يزيد على عشرين ألفاً، مع ما حصل من جهة اليمن وهو قدر خمسة آلاف درهم من جهة القاضي الفاضل رشيد بن سلامة، وذلك كله في مدة شهرين ونصف.
  فأما على مرور الأيام وما يشاهده من كان بحضرته فإنه يأخذ المال بيمينه ويعطيه بيساره.
  وروى القاضي أيده الله عن الأمير الأجل صفي الدين ذي الكفايتين محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسين بن حمزة بن أبي هاشم(٢)، قال: خبرت الإمام
(١) الشيخ المكين، الرئيس الكبير، المقدام الخطير، عز الدين، سيف أمير المؤمنين، عزان بن سعد بن عزان الحبشي المذحجي، وهو رئيس قومه والمقدم فيهم، سيأتي ذكره في الوفود إلى الإمام #.
(٢) من قواد الإمام المنصور بالله # وثقاته.