ورعه وزهده وسماحته وجوده
  وقبائل أرحب(١)، فصارت هذه القبائل وغيرهم لما حل ببراقش ينتابونه لقضاء الحوائج والتبارك به، ومنهم من يطلب المعونة، ومنهم من يريد الضيفة، فيعود كل منهم بحاجته، وينبسط لهم الانبساط العظيم، ويفصل بينهم ويرضون به.
  قال: وضَرَبَت الحُطمة فخلت البلاد من أهلها، وانتجعت نهم من أوطانهم من القحط والجدب قدر سنة أو سنتين، وبقي الإمام # هنالك يطعم من يصل إليه ممن يعرفه ومن لا يعرفه، وكان خدمه يختلفون للميرة فلا يعرض لهم أحد، لما قد علمه الخاص والعام من كرمه # وإطعامه للبعيد والقريب، وعموم معروفه لمن يصل إليه.
  وروى القاضي الفاضل راشد بن الحسن بن أبي يحيى قال: أقمت مع الإمام # أيام الدرس بهجرة سناع وغيرها فما دعي إلى طعام ومعه أحد من الغرباء إلا دعاه إلى طعامه، ولم يعذره عن ذلك على الدوام.
  ولو أستقصي ما شوهد من سماحته وجوده لما اتسع هذا الموضع لذكره، فأوردت هذه النبذة اليسيرة تنبيهاً على ذلك.
(١) أرحب: قبيلة سميت بأرحب بن الدعام بن مالك بن ربيعة، وتقع أرضها شمال صنعاء ما بين جبال نهم شرقاً وجبال عيال يزيد غرباً، وهي قسمان: زهيري وذبياني.