طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

في المحبة لله تعالى وحسن المراقبة

صفحة 110 - الجزء 1

  ولي الله أبشر فإنك في هذه الليلة تفطر عندنا فاستيقظت، قال عبد الواحد: فقاتل في ذلك اليوم حتى قتل، ولما قدم عبد الواحد من الجهاد قالت أم الغلام: هل قبل الله وديعتي فأُهَنَّى أم ردها فأُعَزَّى؟ فقلت: نعم قبلها، فضحكت. ثم رأته أمه تلك الليلة في الخيمة عند العيناء وقال: يا أماه، قد قبل الله تعالى وديعتك.

في المحبة لله تعالى وحسن المراقبة

  ورأيت في بعض المجاميع في المحبة، قال: الحمد لله الذي تفرد بالعز والكبرياء، والقدم والبقاء، والمجد الأسنى، الواحد الأحد، القيوم الصمد، الذي أعطى وأقنى، الحي القيوم القدير الذي أوجد وأفنى، المريد الذي قدر وقضى، وحكم فأمضى، وأبعد وأدنى، السميع البصير، الذي سترنا بفضله وهو مطلع على ما أسررنا وما أعلنًّا، الملك الذي أعطى ومنع، ووصل وقطع، وأغنى وأقنى، سبح بحمده الرعد والمطر، والنجم والشجر، والجن والبشر، والشمس، والقمر، ففي كل شيء له آية، وفي كل ناطق معنى، فتح أسرار العارفين لسماع تسبيح الموجودات، فشاهدوا في كل مصنوع حُسْناً، ألهمنا معرفة وجوده، وأطعمنا من بره وجوده، فطعمنا، كيف لا تنظر قلوب المحبين شوقاً إلى لقائه، وتدهش الألباب خوفاً من بعاده وحزناً، أم كيف تستقر الأرواح وقد دعاها إلى المقام الأعلى، والحظ الأوفى، والشرف الأهنى، لا راحة للقلوب إلا بذكره وثنائه، ولا نعيم إلا على بساط رضوانه، يوم لقائه، هناك يجد الشفاء من كان بحبه مضنى، والمغبون من رضي بالهجر والبعاد، والمحروم من حرم القرب والوداد، والشقي من كان له الحرمان قيداً، وخذلاناً، وسجناً، يا خيبة المنقطعين في بوادي الهوى إذا