طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

في المحبة لله تعالى وحسن المراقبة

صفحة 111 - الجزء 1

  عاينوا ركب السابقين، فتقطعت قلوبهم حسرة وغبناً، ويا ندامة من ضيع عمره في البطالة، وأنفق أيامه في ذكر سعدى ولبنى، يا خجلة من نظر إليه مولاه، وهو على قبيح خطاياه، قد أغمض عن المراقبة جفناً {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ٣٦ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ٣٧}⁣[القيامة] فسبحان من وفق أولياءه لخدمته، وعاملهم بجميل رحمته، وأقام لهم يوم الجزاء وزناً، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، أحمده على آلائه، التى ساقت إلينا من عطاياه مزناً، ومنّته علينا إذ هدانا للإيمان وعَرَّفَنا فَعَرَفْنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عليه توكلنا، وإليه أنبنا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الذي أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فكان قاب قوسين أو أدنى، صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه الأبرار ما بلبل ساكن الأشواق ذكر طلل ورسم ومغنى، وهب نسيم الأسحار فهز للأشجار غصناً في قول الله ø: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}⁣[المائدة: ٥٤] الآية، محبة الله تعالى للعبد إرادة تقريبه وإكرامه، وتوليه بعنايته في جميع أحواله، فمن أحبه الله تعالى عامله بلطفه، وجاد عليه بإحسانه، وفتح عليه بما يبلغه أمله، ولا يدركه كده وعمله، ومحبة العبد لله تعالى تعلق القلب بذكره ودوام الشغف به، والتنعم بمناجاته، والتلذذ بخدمته، وصدق الشوق إليه، والاكتفاء به عن كل ما سواه. قال رسول الله ÷: «ثلاث من كن فيه فقد استكمل حقائق الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار».

  وقال أبو بكر الصديق ¥: من ذاق من خالص