طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن أبي حنيفة

صفحة 123 - الجزء 1

حكاية عن أبي حنيفة

  روي أنه كان لأبي حنيفة - رضي الله تعالى عنه - دَين على مجوسي، فذهب إليه ليطالبه فأصاب نعله نجاسة، فنفضه فطارت النجاسة على جدار المجوسي، فتحير الإمام وقال إن كشطتها نقص تراب جداره، وكيف أترك النجاسة على جداره، فطرق عليه الباب فخرج إليه، فقال: أمهلني يا إمام، فقال: قد تنجس جدارك بسببي فاجعلني في حل فقال يا أبا حنيفة تريد أن تطهر جداري، أو في دين الإسلام هذا التحري، فقال: نعم، قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ÷.

حكاية

  جلس رجلان قد ذهب بصرهما على طريق أم جعفر، وكانت موصوفة بالكرم، فكان أحدهما يقول: اللهم ارزقني من فضلك، والآخر يقول: اللهم، ارزقني من فضل أم جعفر، وكانت تعلم منهما ذلك، فكانت ترسل لطالب فضل الله درهمين ولطالب فضلها دجاجة مشوية في جوفها عشرة دنانير، فكان يبيعها لصاحبه بدرهمين وهو لا يعلم ما في جوفها، وأقام على ذلك عشرة أيام، فقالت أم جعفر الطالب فضلها: أما أغناك فضلنا؟ قال: وما هو؟ قالت: مائة دينار قال لا بل دجاجة أبيعها لصاحبي بدرهمين فقالت: هذا طلب من فضلنا فمنعه الله، وهذا طلب من فضل الله فأعطاه الله.