بعض ما روي من صحف إبراهيم #
  أيقنت بالبوار وقلت لا محالة أنك من أهل النار أوليتك غفراني، ومنحتك رضواني، وغفرت لك الذنوب والأوزار، وقلت: لا تحزن، فمن أجلك سميت الغفار.
  وقيل: أوحى الله تعالى إلى بعض الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - يا نبيي، ابسط الكرم للمذنبين، وعرف سعة رحمتي للخاطئين، واردد إلىَّ الهاربين، ودل عليَّ الطالبين، وقل للعصاة: إنّي أبسط لهم بساط القبول لدي وأقربهم بأيسر الأعمال إليّ، فما قدر ذنوبهم في جانب مغفرتي، وما عسى أن تبلغ خطاياهم مع سعة رحمتي، فإن عظمت الذنوب أو كثرت العيوب فقطرة من سحائب كرمي لا تبقي لهم ذنباً، ونظرة من رضائي لا تترك لهم عيباً، يا نبيي هذا فعلي بمن أعرض عني فكيف أصنع بمن ملأ قلبه مني، استغرق أوقاته في خدمتي، وانقضى عمره في معاملتي، يا نبيي طوبى للقاصدين إلى ثم طوبى للوافدين عليَّ، نهارهم صيام، وليلهم قيام، وأنا مطلع عليهم في الكلام، تشاهدهم ملائكتي وتشتاق إليهم جنتي، قلوبهم خزائن معرفتي يحنون لمناجاتي حنين الحمام، ويبكون عليَّ بكاء الأيتام، أنينهم عندي أفضل من تسبيح الملائكة، بعزتي أقسمت وبجلالي حلفت لأعطيّنهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت يا نبيي إلى أين يفر الآبق مني؟ أم إلى أين يهرب العاصي عني؟ أليس القيامة تجمعه! وإليَّ مرجعه فأحاسبه محاسبة الديان من يعلم خفيات السرائر، وأطالبه مطالبة خبير لا يخفى عليه ما في الضمائر، فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت لو شئت أغصصته بريقه الذي في فمه فيختنق، أو أضرمت الثوب الذي على بدنه ناراً فيحترق، ولكن أؤخره ليوم تشخص فيه الأبصار، وتنقطع فيه الأعذار.