طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن سليمان #

صفحة 126 - الجزء 1

  وأنشد بعضهم في ذلك المعنى: -

  أتعرض عنا والجناب فسيح ... وتهرب منا إن ذا لقبيح

  ويبدو لنا من نحوك الصد والجفا ... ومن نحونا ود إليك صحيح

  وندعوك للحسنى ونمنحك الرضا ... وأنت لأسباب البعاد جموح

  وكم مرة جاءتك منا رسائل ... وفيها خطاب لو سمعت فصيح

  فيا أيها الغصن الرطيب قوامه ... وفيه لناسر يصان وروح

  إليك أشرنا بالوداد فكل ما ... يعد قبيحاً فهو منك مليح

حكاية عن سليمان #

  أوحى الله تعالى إلى سليمان #: أن اخرج إلى البحر ترى عجباً، فخرج فلم يجد شيئاً، فأمر وزيره آصف أن يغوص في البحر فجاء بقبة من كافور ولها أبواب أربعة: باب من در، وباب من ياقوت، وباب من جوهر، وباب من زبرجد أخضر، كلها مفتحة ولا يدخل منها قطرة ماء، ووجد فيها شاباً حسناً وهو قائم يصلي، فدخل عليه سليمان وسأله عن أمره فقال: كان أبي مقعداً وأمي عمياء فخدمتهما سبعين سنة، فلما حضرت وفاة أمي قالت: اللهم أطل عمره في طاعتك، ولما حضرت وفاة أبي قال: اللهم، استخدم ولدي في مكان لا يكون للشيطان عليه سبيل، فخرجت إلى البحر فوجدت هذه القبة فدخلتها، فقال سليمان: في أي زمان كنت؟ قال: كنت في زمن إبراهيم #، فنظر سليمان في التأريخ فإذا له ألف سنة وأربعمائة سنة، وليس فيه شعرة بيضاء، قال: فما طعامك