طرائف المشتاقين من قصص الأولياء والصالحين،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

حكاية عن عيسى #

صفحة 142 - الجزء 1

  جزاء عبد أراد إهانته هارون الرشيد فأعزه الله تعالى. وأنشد:

  إذا أكرم الرحمن عبداً بعزه ... فلن يقدر المخلوق يوماً يهينه

  ومن كان مولاه العزيز أهانه ... فلا أحد بالعز يوماً يعينه

  وقال الرشيد يوماً للفضيل: ما أزهدك، قال: أنت أزهد مني يا أمير المؤمنين، قال: وكيف ذلك؟ قال: لأني زهدت عن الفاني وزهدت أنت عن الباقي.

حكاية عن عيسى #

  روي أن عيسى - عليه الصلاة والسلام - رأى إبليس - لعنه الله - يسوق خمسة حمير فسأله عن ذلك؟ فقال: هي تجارة أريد أن أبيعها. قال: ما هي؟ قال: الجور، والكبر، والحسد، والخيانة، والكيد، فأما الجور فإني أبيعه للسلاطين، والثاني الكبر أبيعه للدهاقنة يعني أكابر أهل القرى يعني كبار العشائر، والثالث الحسد أبيعه للقراء، والرابع الخيانة أبيعها للتجار، والخامس الكيد أبيعه للنساء.

  قال النيسابوري في تفسير سورة البقرة: الدنيا بستان مزينةٌ، بخمسة أشياء: علم العلماء، وعدل الأمراء، وعبادة العباد، وأمانة التجار، ونصيحة المخلوقين، فجاء إبليس - لعنه الله تعالى - بخمسة أعلام وأقامها أمام هذه الخمسة، فجاء بالحسد وأقامه بجانب العلم، وجاء بالجور وأقامه بجانب العدل، وجاء بالرياء وأقامه بجانب العبادة، وجاء بالخيانة وأقامها بجانب الأمانة، وجاء بالغش وأقامه بجانب النصيحة.