سوء الخاتمة ونعوذ بالله من سوء الخاتمة
  بالجوع). وقال يحيى بن معاذ: الوسوسة بذر الشيطان، فإن أعطيته أرضاً وماءً نبت بذره، وإلا ضاع، قيل: ما الأرض وما الماء؟ قال: الشبع أرضه، والنوم ماؤه.
  وقال أبو سليمان الداراني: لأن أترك لقمة من عشائي أحب إليَّ من قيام ليل، والجوع في خزائن الله لا يعطيه إلا لمن أحبه، ثم قال أيضاً: مفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع. وقال سهل: لا أعلم شيئاً أضر على طلاب الآخرة من الشبع، وقال عبدالواحد بن زيد: والله ما مشوا على الماء إلا بالجوع، ولا طويت لهم الأرض إلا بالجوع.
  وقيل لأبي يزيد البسطامي ¥: بمَ نلت هذه المنزلة؟ قال: ببطن جائع وجسدٍ عارٍ. وفي بعض الكتب: إذا تكلم الشبعان بالموعظة لم تقبل منه، وإذا سمعها الشبعان لم تفده.
سوء الخاتمة ونعوذ بالله من سوء الخاتمة
  وحكي أن رجلين اصطحبا في العبادة زماناً طويلاً، ثم سافر أحدهما زماناً طويلاً، فبينما الآخر في غزاة من غزوات المسلمين يقاتلون الروم، إذ برز فارس من عسكر الروم فطلب المبارزة فقتل ثلاثة من المسلمين، فبرز إليه ذلك العابد وتطاردا، فحسر الرومي عن وجهه فإذا هو رفيقه في العبادة الذي كان معه، فقال: يا فلان ماهذا الخبر؟ فقال: إن الأبعد ارتد عن الإسلام، وتزوج من الروم، وصار له فيها مال وأولاد، فسأله أن يرجع إلى الإسلام فأبى، فقال له: يافلان كنت تقرأ القرآن كثيراً قال: لا أذكر اليوم منه حرفاً واحداً، فقال له: انصرف فقد